14 سبتمبر 2025

تسجيل

زلزال كورونا

09 يوليو 2020

الزلزال هو ظاهرة طبيعية تتشكل من سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية لسطح الأرض، تنتج عن حركة الصفائح الصخرية في القشرة الأرضية، له تبعات تحدث مثل نشاط البراكين وهيجان الأمواج العالية مسببة التسونامي تحدث بعد الضربة وتأتي تباعًا شيئًا فشيئًا. ومع انقضاض فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) على العالم وانتشاره في مختلف الدول كالنار في الهشيم بدأت تداعياته وتأثيراته تأتي تباعًا كتبعات ضربة الزلزال. من تلك التأثيرات مظاهر إيجابية انعكست على أرض الواقع ، رغم أنها فرضت على المجتمع، مثل تقوية الروابط الأسرية بين فئات المجتمع بسبب إلزامية الجلوس في البيت وتمضية الأسرة الواحدة أوقاتًا أكثر مع بعضهم البعض، ما أدى إلى تمتين تلك العلاقات وتقويتها. كذلك ثقافة التعليم الإلكتروني للطلاب والدراسة عن بعد ، إضافة إلى ثقافة الشراء الإلكتروني ، والتي تعززت خلال فترة الجائحة. كذلك تقليل مظاهر التكلف والصرف المادي على المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس ومناسبات العزاء واقتصارها على التهنئة أو التعزية من خلال الهاتف الجوال. كل ذلك فرض فرضا بسبب زائر صغير جدا غير مرغوب فيه حجمه بين ٢٦و٣٢ كيلو قاعدة حسب نيو ساينتست . تلك الأنماط التي فرضت بسبب فيروس الكورونا ذُكرت سابقًا في أكثر من منبر، وما وددت أن أطرحه اليوم معاكس لذلك تمامًا وهو بشكل ملاحظ ما أسميه "أنماط الحياة ما بعد كورونا". فلكون مجتمعنا القطري الخليجي العربي معروفا بتمسكه بعاداته وتقاليده وقيمه الاجتماعية المتأصلة، فلابد من التفكير جليًا بأنه بعد زوال الغمة بإذن الله لابد من زوال السلوكيات المفروضة وأنماط الحياة الاستثنائية بسبب الفيروس. فلابد من صلة الأرحام والقربى التي أمرنا بها الله عز وجل ورسوله الكريم، لأن المرض فرض علينا التباعد وعدم التزاور إلا للضرورة. وهو أمر لابد منه بل يجب الالتزام والتقيد به خلال فترة المرض، لكن بعد زوال المرض يجب ألّا تستمر القطيعة التي فرضتها الجائحة بالاكتفاء بإرسال الرسائل أو الاتصالات أو رسائل الواتس أب. ولا نغفل أيضًا عن فضل الصلاة بالمساجد مع الجماعة لما لها من فضل عظيم وكبير وحسنات يكسبها المسلم حتى في خطواته إلى بيت الله . فينبغي الحرص على المحافظة على الصلاة في جماعة بالمسجد ولا نتعود على سماع نداء "صلوا في بيوتكم". كذلك جانب النظافة، كونها من الإيمان وقد حثنا الله عز وجل ورسوله عليها في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الدالة، إلّا أن استمرارها بالشكل الحالي مع المعقمات المختلفة ومواصلة لبس القفاز والكمام لهو من ضرب الوسواس والإفراط في استخدام المعقمات الذي يؤثر في أسلوب حياة الإنسان مسببًا له هوسًا وتبعات نفسية قد تمتد لمن حوله أيضًا. أخص في مقالي المجتمع القطري لما عرف عنه من تمسكٍ بقيمه الاجتماعية الجميلة التي أتمنى لها ألّا تندثر مع دخول المرض علينا وتعود الكثيرين على نمط الحياة المريحة والسريعة والانعزالية إن صح التعبير. ومع انشغال العالم بإيجاد حلول لتداعيات الفيروس الاقتصادية يجب أن تكون لنا وقفة مع تبعات الأنماط السلوكية وأثرها في حياتنا الاجتماعية كي لا ندع الفيروس يؤسس لعادات وقيم تباعدية تخالف جوهر مجتمعنا الأصيل. الكثير ينادي بفرض الإجراءات الاحترازية واستمرارها تجنبًا للإصابة بفيروس كورونا لا سمح الله، وأنا أطالب بعودة أسلوب الحياة في مجتمعنا إلى ما كان عليه ... ولكن بعد زوال الغمة بإذن الله. والله من وراء القصد Twitter@mohdaalansari