19 سبتمبر 2025

تسجيل

إجازات بلا عطلات

09 يوليو 2019

أنهى الطلبة عامهم الدراسي الأطول في تاريخ التعليم، ختموه باختبارات تم إعلان نتائجها مؤخرا، نبارك للناجحين ونرجو لمن تخلف عن ركبهم استدراك ما فاته واجتياز اختبارات الدور الثاني بإذن الله. مع التأكيد على خريجي الثانوية العامة بحسن تحديد أهدافهم واختيار وجهتهم اللاحقة من الكليات والجامعات العسكرية أو المدنية، داخل البلاد وخارجها. ولا شك أن من حق الأفراد بعد العمل والجد أن يحصلوا على قسط كاف من الراحة والتخفف من عناء الدراسة والعمل الوظيفي، يوازي ما بذلوه من جهود مضنية طوال عام حافل بالأعباء وأداء المهام. لنعود جميعنا الى استكمال مسيرة البناء والتنمية بعزيمة وثّابة وهمة عالية. نحن أمام مطلب تحويل أجواء الرتابة والجمود الى أجواء حيوية ماتعة ونافعة، وفق برنامج زمني مدروس وتوزيع سليم للأنشطة والمهام، وقد رتب أكثرنا إجازاتهم السنوية تزامنا مع إجازات أولادهم الطلبة، مؤملين تقاسم أجواء عائلية سعيدة تجمع شمل الأسرة التي فرقتها مشاغل وأعباء الحياة. وما زلنا نواجه إشكالية قديمة متجددة، حول مفهوم الإجازات وما يترتب عليها، حيث يخلط كثيرون بين مفهوم الإجازة والعطلة والفراغ، إذ يساوون بين مدلولات كل منها بمنظور سلبي، فتتحول الإجازات لديهم الى تعطيل الإنتاج وترك الواجبات وإهمال تطويرالذات ؛ مما أفرز نماذج سيئة تضاف إلى نسبة العاطلين الفارغين في المجتمع خلال مواسم الإجازات، وآخرون يتخذون من هذه المواسم ذرائع لترويج العادات السيئة والسلوكيات المنحرفة التي يستهدفون من خلالها شباب أمتنا ويهدرون أوقاتهم وصحتهم وأموالهم، وليس من قيمنا وتعاليم ديننا أن نعطل الطاقات ونتوقف عن الإنجازات، كما أننا وشبابنا مسؤولون عن استثمار قدراتهم في النافع المفيد وحمايتهم من مخاطر الانحرافات السلوكية. شباب الأمة هم عماد نهضتها ومصدر قوتها، فكم تبلغ نسبة المنتجين منهم، الدراسات تنبئ عن نتائج مخيفة في هذا المجال تثبت أن نسبة المنتجين المنجزين 20%، بينما تموج البقية في عبث وفوضى وممارسات ضارة !!. وهناك نسبة كبيرة تنحصر سياحتهم الداخلية والخارجية في الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق، وقلة نادرة هم الذين يخصصون قدرا من أوقاتهم في السياحة الثقافية والتعرف على عادات وتاريخ الشعوب، واكتشاف المواقع الجغرافية والأثرية. ومن الجدير أن ندعو أنفسنا وشبابنا إلى الاستفادة من البرامج والأنشطة التي تقدمها المراكز الشبابية والتربوية والثقافية وبرامج وزارة الأوقاف كذلك داخل البلاد خلال إجازة الصيف بما يعود على الفرد والمجتمع بالفائدة والمتعة والترويح عن النفس بطريقة إيجابية سليمة. ونذكر أخوتنا المواطنين وشبابنا المسافرين خارج البلاد بأن يكونوا قدوة حسنة وسفراء مشرفين لبلادهم وتجسيد شخصية المسلم العربي المثقف المتحضر بأخلاقه العالية وحسن تعامله مع الآخرين. مع دعائنا أن يحفظ الله شبابنا، ويهديهم إلى صلاح القول والعمل، وأن يجعل إجازاتنا وأسفارنا خيرا وأمنا وبهجة وأن يعيد المسافرين إلى أهلهم وأوطانهم سالمين غانمين. [email protected]