15 سبتمبر 2025

تسجيل

لننمِّ ثقافة "اقرأ"

09 يوليو 2018

تعتبر القراءة من بين الوسائل و الأسباب المهمة لدعم التركيز الفكري و بناء شخصية الإنسان، بحيث نستطيع أن نستفيد منها و الرجوع إليها أثناء الحاجة، بل لعله من الضروريات الحياتية لتغذية عمقنا النفسي و إغناء التجارب الحياتية و توسعة مداركنا.  و صدق من قال: قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت!  بناء علی هذه الحقائق نستطيع أن نفهم أهمية و أولوية القراءة في الحياة بالتمعن في أول آية كريمة نزلت علی قدوتنا و خير البشر محمد - صلى الله عليه وسلم -  بقوله تعالی (اقرأ) .. حتی ولو أن الجواب کان (ما أنا بقارئ) إلا أن التأكيد علی القراءة يجعل الإنسان الأمي متعلما، وبالأخص إذا کان هنالك عزم و إرادة، کما قال المتنبي الشاعر:  عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ................... وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ. ولن يحصل التجديد و التقدم إلا بالحصول علی الزاد الكافي اليومي لکل واحد منا من القراءة، فكما أن الجسم بحاجة إلى الطاقة والتغذية، فإن الروح والفكر والنفس بحاجة إلى غذائها المناسب الجيد كذلك، ومن بين أهم تلك الأغذية هي القراءة المستمرة، وكي لا نتخلف من مواكبة العصر علينا الإحاطة بما يدور حولنا و العلم بما كتمته الحياة عنا، ولن تتحقق هذه الأمنية إلا بالقراءة الدقيقة و متابعة الإصدارات الورقية من الجرائد والمجلات والنشرات المختلفة، و كما قيل: من استوى يوماه فهو مغبون، لأن عجلة الحياة لا تقف لأحد و هي في تقدم باستمرار، و کي لا نتخلف عن هذه المسيرة الكونية علينا أن نتسلح بالعلم والمعرفة والآداب، فنشر هذه الفكرة والعمل عليها في المدارس والجامعات و الدوائر والقنوات الإذاعية والتلفزيونية يدخل الكتاب إلي حياتنا من جديد ويحببه إلينا. الكتاب خير جليس و خير صديق لا يخوننا و نأخذه معنا أينما شئنا، فبغض النظر عن الضرر الصحي للقراءة الالكترونية فإنها ليست متاحة في كل الأماکن والظروف و لا تعوض عن القراءة الورقية، حيث إنها لا تبقی دائما كما هي، وبحاجة الی شحنها بالطاقة الكهربائية باستمرار، لذا علينا أن نرجع إلى الكتاب و نترك هجره كي يتسنی للكتاب أخذ دوره الحقيقي في حياتنا العملية و الدفع بعجلـة الثقافة ورقي الأفهام إلي الأمام، لأن القارئ هو الشق الثاني لعملية الكتابة والإبداع، فبدون القارئ الجاد المتفاعل لا يمكن تكملة الدورة الحياتية للمعرفة والثقافة في المجتمعات.