18 سبتمبر 2025
تسجيليقول الله عز وجل في كتابه الكريم (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) صدق الله العظيم هذه الآية كتبت بخط جميل ووضعت في إطار أنيق في حجرة جدي رحمه الله التي كنت لا أفارقها كثيرا حيث أقضي جل يومي فيها أنهل من أمهات الكتب الأدبية والدينية ؛ خاصة في فترة الصيف ، وكانت هذه الآية أمام عيني أقرأها وأحاول أن أفهم معناها ، ولقد أخبري جدي أنها آية تحث الإنسان على العمل الصالح من أجل بلوغ غاية الحصول على رضا الله عز وجل والفوز بالجنة ، وفي نفس الوقت التمتع بما في الدنيا من متع أعطانا الله إياها بما لا يغضب الله . نعم إن الله عز وجل لم يحرم الإنسان من نعم الدنيا التي أعطاها له بل قال (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ولكن يكون التمتع بنعم الله بما هو في طاعة الله ورسوله والعمل الصالح الذي يوصل إلى الفوز بنعيم الآخرة ، عن طريق المعاملة الحسنة والتعامل السليم مع معطيات الحياة فمثلا يعمل جهده للإخلاص في عمله وإتقانه وتقوى الله فيه والذي للأسف الشديد أصبح الكثير منا يهمل هذا الجانب ولا يؤدي واجباته العملية كما يحب الله ويرضي العباد بل يتهاون ويؤخر المعاملات ويماطل، بل أنه وصل إلى الدخول في عالم الرشوة والمحسوبية من أجل إنهاء تلك المعاملات على حساب الغير وكثر الفساد في العمل مما نسميه نهب المال العام والتلاعب فيه وهذا ما نهى الله تعالى في الآية (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ). فالله عز وجل يذكر الإنسان أن كل الأعمال والنعم في الدنيا لابد أن نهدف بها وجه الله تعالى ونتقيه ونحن نؤديها ولا نفعل من محدثات الدنيا بما يسئ إلى عملنا في الآخرة . فمن حقنا أن نتمتع ونلهو في الدنيا كما نحب ولكن يجب أن نراعي مراقبة رب العالمين في كل خطواتنا في هذه الحياة . وفي واجباتنا الأسرية مع أطفالنا وأزواجنا وخدمنا وأن نتقى الله تعالى في معاملاتنا وأرزاقنا فلا نسرف فيها بما لا يرضي الله عز وجل لأنه لا يحب المبذرين، وأن نتقى الله تعالى في كل أمور حياتنا حتى نكون قد أدينا ما علينا لله تعالى ولأنفسنا.