27 أكتوبر 2025
تسجيلأصدر أمير البلاد المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأحد الماضي عفوا عن عدد من السجناء بمناسبة شهر رمضان المبارك ، دون أن يتبين عدد هؤلاء السجناء أو ما إذا كان ستصدر لهم شهادة حسن سير وسلوك تمنحهم الفرصة لاستعادة وظائفهم السابقة التي فقدوها او البحث عن عمل جديد مشروط بهذه الشهادة وفق قانون الموارد البشرية. هؤلاء السجناء يعلم الله الحالة البائسة التي يعيشونها وهم ينتظرون الفرج من أي جهة تخرجهم من جحيم الذل ومعاناة العزلة والاضطهاد والاهانة وضياع السمعة التي بناها كل منهم طوال سنوات تبخرت في غفلة و في لحظة تهور ومغامرة غير محسوبة عقباها ، فأوقعته في هذا الشرك الذي لن ينجو منه بعد فوات الاوان وطالما قد طبقت عليه الاحكام القضائية التامة.هناك جهات عديدة يمكن ان تقوم بهذا الدور ويمكن التنسيق معها لاصدار مثل هذه الشهادة ومن بينها إدارة المؤسسات العقابية والاصلاحية الجهة المعنية التي يطلب منها اصدار شهادة حسن سير وسلوك للسجين الغارم والتحري عنه ان كان ملتزما داخل السجن بالصوم والصلاة وغيرهما من العبادات ومن ثم التعامل معه.لجنة الغارمين التابعة لجمعية قطر الخيرية تقوم أيضا بدور ناهض في هذا الاتجاه لمساعدة المساجين الغارمين فهي غيرت اسمها منذ عام الى مصطلح جديد هو "ذخر" باعتبار ان له دلالة اجتماعية واسعة، فهي فعلا كلمة في محلها لفك اسر مواطن من السجن وتفريج كربة من منطلق ان الجميع أهل من مواطنين ومقيمين وتجار ومسؤولين وغيرهم وهم ايضا ذخر لبعضهم البعض وسند لكل من يعيش في قطر. هنا تأتي أهمية المساعدات التي تخصص لهؤلاء الغارمين ومعظمهم من أبناء البلد المغرر بهم والذين اندفعوا دون تقدير للعواقب في تحرير شيكات بدون رصيد او في الدخول في تجارة ضمن مشروع مع شركاء اجانب يستغلون مواطنته فيغرقونه بالديون ثم يرحلون دون ترك أي اثر لهم. لجنة "ذخر" وغيرها من المؤسسات الخيرية في قطر عملت خلال شهر رمضان الجاري على جمع العديد من الأموال ، وقد آن الاوان لتقديم تلك المساعدات للغارمين وللحالات الأخرى في السجون التي يتوقع ان تصل لملايين الريالات اسوة بما اعلن في العام الماضي عن دفع " ذخر" حوالي 30 مليونا للغارمين، جمعت من التجار ورجال الأعمال والمحسنين ومن أموال الزكاة والشركات.انها حكمة الله في البشر ان تظل الصدقات والزكوات والهبات والأوقاف تسخر لمثل هؤلاء الغارمين ، فكون أن الدخل الشهري في قطر يعتبر هو الأعلى في العالم، هذا لا يعني عدم وجود غارمين أو محتاجين ، والله المستعان. وسلامتكم