13 سبتمبر 2025

تسجيل

المهـــام (1-2)

09 يوليو 2015

الأمة الإسلامية مكلفة أن تجعل شرفها من الانتساب إلى الله ظاهراً وباطناً، ومن إحياء شرائعه كلها إذا أماتها الناس أو أماتوا شيئاً منها، وقد جاء في الأثر عند أبي داود وابن ماجه أنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فكأنما أحياني" أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد شرح النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، رسالة أمته في العالم ووظيفتها في تبليغ الحق وحمايته والدفاع عنه، وما هو سر استخلاف هذه الأمة في الأرض (لتكونوا شهداء على الناس) بعد أن خانت الإسلام أمم أخرى.وقد جاء في الصحيح أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : " مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوماً يعملون له عملاً إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل.قال لهم : لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملاً، فأبوا وتركوا.واستأجر أخرين بعدهم فقال: اكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهم من الأجر، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: ما عملناه باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه قال لهم اكملوا بقية عملكم ، فإنما بقي من النهار شيء يسير فأبوا، فاستأجر قوماً يعملون بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور.إن الله تعالى قال لليهود أمنوا به وبرسلي إلى يوم القيامة ، فآمنوا بموس إلى أن بعث الله عيسى فكفروا به وذلك قدر نصف المدة من مبعث موسى إلى قيام الساعة وقولهم لا حاجة لنا إلى أجرك كفر منهم وتولوا واستغنى الله عنهم ومن ثم لا ينفعهم إيمانهم بموسى وحده بعد مبعث عيسى ، والنصارى مثل ذلك ، ثم جاء المسلمون واستكملوا أجر الفريقين وذلك بإيمانهم بالأنبياء الثلاثة لذلك جاء في آخر الحديث " فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور"لقد أوتي اليهود التوراة ليعملوا بها (إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونور يحكم بها النبيّون الذين أسلموا للذين هادوا).وأتي النصارى الإنجيل ليعملوا به ما سبق وهو التوراة (وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراه وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور) لكنّ هذا النور ما كان يشتعل بين أيديهم حتى انطفأ فما وفَّى أصحاب موسى ولا أصحاب عيسى بعهودهم ولا استقاموا طويلاً مع رسالتهم.متى تدع الأمم رسالتها وتتنكر لها إنما يكون ذلك حين تغليب الهوى على الهدى والباطل يهزم الحق عندها تبقى كتب تلك الأمم معطلة لا تنتفع بها (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً...) ومثل قرارات ومواثيق مجلس الأمن والأمم المتحدة في حق المستضعفين في الأرض والتي تصاغ بدقة وتعصى بإصرار.ومنذ بدأ هذا العوج وانتشر في القديم، وظهرت حاجة العالم لرسالة جديدة يستأنف أصحابها هداية الناس وقيادتهم باسم الله فكانت هذه الأمة الإسلامية الأمة الموحدة ذات الكتاب المحفوظ المعصوم.ولا توجد رسالة تشمل الزمان كله والمكان كله إلا رسالة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم هذا الإنسان الجليل هو الذي وضعه ربه في محراب الإمامة العامة لخلق الله في كل عصر وفي كل مصر وأغنى برسالته عن أن يجي بعده أحد والله قادر (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً).وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين