05 نوفمبر 2025
تسجيلاقبال ملحوظ تشهده مساجد وجوامع الدولة تزامنا مع ليالي العشر الاواخر الفاضلة واقتداء بسنة خير البشر وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، وانها لمنحة ربانية عظيمة نتدارك بها ما فاتنا من من اعمال صالحة منذ بدء شهر البركات وحتى هذه الساعات الثمينة المشهودة، ونتحرى قيام ليلة الفوز العظيم (ليلة القدر).فالذين عرفوا قيمة ايام وليالي الشهر الفضيل واستمروا على حسن الاداء وتحصيل الأجور بعزيمة وهمة عالية، فانهم يتنافسون في لزوم المساجد واعمارها بالاعتكاف واجوائه الروحانية الايمانية، سعيا لاحراز التميز مع مرتبة الشرف وتلك درجة التقوى، فهنيئا لهم وجعلنا الله منهم، وكم تسعد الارواح وتتسامى النفوس بما تشهده بيوت الله من اجواء وانشطة تسر الناظر وتبهج القلوب وقد امتلأت المساجد بعمارها وخاصة من شباب الأمة الذين تقاطروا من كافة الانحاء جامعين شرف الزمان والمكان، باعمال الخير والتسابق نحو رضوان الله ومغفرته وحسن ختام الشهرالكريم. وهكذا يكون عمار المساجد واصحاب التطلعات السماوية السامية. في المقابل فان فئات من الناس ينتشرون اسرابا ذكورا واناثا يتهافتون على الاسواق واماكن اللهو، تكتظ بهم مواقف السيارات ويتزاحمون على الشوارع والطرقات جاعلين من عشر الشهر المباركات موسما حافلا لأفعالهم (السوقية) هائمين بين خياطين وباعة وعروض لهو ومجون، في فنادق ومقاه ومطاعم وغيرها، وكم اغرت تلك التجمعات الآثمة روادها بارتكاب الفواحش والمنكرات في اقدس الشهور واشرفها منزلة، نسأل الله العفو والعافية، باحثين عن اكمال نقصهم الداخلي عبر ادوات وممارسات تزيدهم تمرغا بأوحال الدنيا وملذاتها الزائلة، وياليتهم يهتمون بإصلاح المخبر والجوهر كما يهتمون بتلميع المظهر والمنظر!! يحدث هذا الاعراض والامعان في الخطايا والذنوب في اوقات يقوم خلالها عباد الله الصالحون بين يدي خالقهم جل وعلا متضرعين مبتهلين بالدعاء في ثلث الليل الاخير، فهل من صحوة ايها الهائمون التائهون، قبل ان يودعنا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟!. كم يثير اسفنا وانكارنا حال كثير من اخواننا وشبابنا، النائمين نهارا الهائمين ليلا الذين حولوا صيام رمضان سباتا عميقا من الفجر الى غروب الشمس، وقاموا ليله بالتجول بين الاسواق والملاهي والانكباب على الملذات والشهوات، فكيف لاولئك ان يشعروا بفضل الشهر الجليل وميزته عن غيره من الازمنة؟!. ان امامنا فرصة نادرة توشك على الرحيل باستثمار ما تبقى من ايام الشهر الفضيل وساعاته المتسارعة، باللحاق بركب المعتكفين القائمين وتجديد العهد مع الله قبل فوات الأوان، لعل الرحمن ان ينظر الينا بعين الرأفة والرحمة ويختم لنا ما تبقى من شهره الفضيل بالمغفرة والعتق من النار ويجعلنا ممن صام وقام الشهر ايمانا واحتسابا وفاز فوزا مبينا.