12 سبتمبر 2025

تسجيل

المرأة بين الجاهلية والإسلام

09 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وإذا حاولنا أن نلقي نظرة على شيء من التراث الديني الغربي حول المرأة نرى العجب؛ ففي سفر التكوين – العهد القديم- "سأل الرب آدم: هل أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها؟" فأجاب آدم:" إنها المرأة التي جعلتها رفيقا لي هي التي أطعمتني من ثمر الشجرة فأكلت" فقال الرب للمرأة " أُكثر تكثيرا أوجاع مخاضك، فتنجبي بالآلام أولادا، وإلى زوجك يكون اشتياقك، وهو يتسلط عليك" ؛ ويكفي بسبب هذا الموقف المحتقر للمرأة، أن رفضت وترفض كل الكنس اليهودية وجميع الكنائس النصرانية – ونحن في القرن الواحد والعشرين – أن تحمل المرأة شرف الكهنوت وولاية رجل الدين، وحمل أمانة الدين وأسرار اللاهوت. بينما حملت المرأة المسلمة هذه الأمانة من اللحظة الأولى لظهور الإسلام) انتهى كلام د. عمارة. إذا كانت تلك أحوال المرأة في الأمم المتحضرة قبل الإسلام، فما هي أحوالها في ذات الزمان في جزيرة العرب؟، لقد كانت أحسن حالا منها في العالم عامة وفي العالم الغربي خاصة، إلا أنها كانت – نتيجة للفساد العقدي والفساد الاجتماعي – مقهورة مهضومة الحق، كما كانت الأسرة العربية آنذاك في الغالب فوضوية التكوين وخليطا من المحارم: فقد يتزوج الولد زوجة أبيه إذا مات أبوه عنها، وقد يحجرها فلا تتزوج إلا بإذنه، وقد يجمع الرجل بين الأختين، وقد يتزوج ما يشاء من النساء بغير عدد، يطلق متى شاء ويمسك متى شاء ويعلق متى شاء. لا ترث المرأة، فمال الميت، أبا كان، أو زوجا، للذكور الذين يحملون السيف ويدافعون عن القبيلة، وقد تُزوج الفتاة بغير رضاها وممن لا تهوى ولا تحب، وغير ذلك من مساوئ الجاهلية التي قضى عليها الإسلام، وكفل للمرأة حقها وحريتها ؛ فحرم الزواج من المحارم فلا يتزوج الولد زوجة أبيه ولا يحجرها وأعطاها الإسلام مطلق الحرية أن تتزوج ممن ترغب. وحرم الجمع بين الأختين، وحدد أن لا يجمع الرجل في عصمته أكثر من أربع وأوجب العدل بينهن، وجعل للمرأة نصيبا من الميراث مثل صنوها الذكر، وكفل الإسلام للمرأة الحرية التامة في مسألة زواجها، ولا يمكن أن يتم زواج فتاة إلا برضاها التام، هذا هو إسلامنا الذي ارتضاه لنا ربنا جل جلاله وعظم شأنه القائل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا). المائدة (3).