17 سبتمبر 2025
تسجيل( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى )ليغبطن من له عمل صالح وقت الحاجة إليه يوم (ونضع الموازين القسط) (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ، وليفرح من له جواب عند(وقفوهم إنهم مسؤولون) والويل ثم الويل على المفرط لا ينظر في عاقبته ، فتنبهي يا نفس فقد نبهت الدنيا ناسا على أمر الآخرة وبادري موسم الزرع: فالدنيا مزرعة الآخرة واحذري يوم الندم( يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، يا وليتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني) بادري موسم الزرع ما دامت الروح في البدن. الدين ليس أسماء ولا انتماءات ولا ادعاءات ، إن وظيفة الدين بين الناس أن يضبط مسالكهم وعلاقاتهم على أسس من الحق والقسط ،قال الله عز في علاه(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) حتى يحيوا في هذه الدنيا حياة لا جور فيها ولا جهل ، فيا نفس خذي عبرة ممن مضى (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) وليغبطن من له عمل صالح وقت الحاجة إليه وليفرحن من له عمل صالح (هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه...). وجواب صحيح عند السؤال. إن توبة المسلمين تكون من الذنوب التي لا يجمل بمروءتهم وأخلاقهم ارتكابها لأنها تنافي مقتضى الإيمان فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والآخر على مذهب عبد الله بن رواحه رضي الله عنه " تعالوا نؤمن ساعة" فيرسل نظرات نافذة في جوانبها لئلا تألف السير في الطريق المظلمة فيتعرف على عيوبها وآفاتها وانتهاز اليوم أفضل من انتظار الغد، بل إن كنت في الصباح فلا تنتظر المساء وإن كنت في المساء فلا تنتظر الصباح كما جاء في الحديث (هلك المسوِّفون) .. أخي الحبيب أختي الغالية: لا مكان لتريث لان الزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك كل يوم تضع قاعدة الإنابة ولكن(على جرف هار) كلما صدقت لك في التوبة رغبة حملت عليها جنود الهوى حملة فانهزمت إذا صدق التائب أحببناه وأحييناه ( وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) يا معشر المذنبين يا معاشر التائبين ( أوفوا بالعقود) وانظروا لمن عاهدتم يوم( ألست بربكم قالوا بلى) (ولا تنقضوا الأيْمان بعد توكيدها)أنت تستفتح النهار بإطلاق الجوارح في صيد اللهو فهيهات أن يخشع لك قلب وطرفك ما قومته (قل للمؤمنين يغضوا من إبصارهم) (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) وهيهات أن يخشع قلب ما أزعجه تخويف( وهو معكم أينما كنتم )(يعلم السر وأخفى...). لا تعلق حيلتك على أماني يلدها الغيب فتقول إذا سبت تبت فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير (وما يدريك لعل الساعة قريب) ساعتك أنت آخر أيامك فاغتنم فإن الليل والنهار مطايا للسير فأحسنوا السير عليها إلى الآخرة واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة ، ولا نغتر بحلم الله علينا فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله، ألا تستحق حياة الإنسان أن يتعهد شؤونها بين الحين والآخر ليرى ما أصابها من وهن وما عراها من اضطراب فيزيله! ألا تستحق النفس بعد كل مرة نقطعها من الحياة إن نعيد النظر فيما أصابها من ربح وخسارة وأن نرجع إليها توازنها على ظهر هذه الأرض في الدنيا المائجة بالعواصف والأمواج العاتيةوأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين