11 سبتمبر 2025
تسجيلمع الطفرة الاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية التى تشهدها دولتنا الحبيبة قطر خلال السنوات الماضية وحتى الآن وانتقال المجتمع نقلة نوعية فريدة فى كافة المجالات والقطاعات وارتفاع مستوى الدخل لجميع المواطنين مصاحبا بانفتاح فى الفكر والثقافة والخبرات، والطموحات فى المزيد والمزيد من الامتيازات والأمنيات للحصول على العديد من المناصب والمسميات فى آن واحد والتكالب من أجل الوصول إلى الكرسى بأى وسيلة وأن أكون عضوا فى عشرين جهة أخرى بجانب المنصب الأساسى والكرسى الرئيسى، الممزوج بالعديد من المصالح الخاصة والعلاقات الدبلوماسية مع جهات أخرى فى نفس الأهداف الخاصة التى أسعى إليها، وبصرف النظر هل أنا أستحق هذا المكان وهذا الكرسى الفاخر الذى أتربع عليه وهل بداخلى هم وطن وشعب ومواطن، وماذا سأقدم وماذا سأضيف ولأني سوف أسأل أولا امام الله عز وجل عن هذه الأمانة وهى الكرسى وخلال مدة اقامتى عليه وكم عدد الإنجازات التى حققتها وكم عدد المشاريع التى قدمتها ستعود فائدتها على المواطن وقطر بشكل عام، وماهى الخبرات التى أحملها وقدمتها فى تسخير الكرسى والرعية التى تحت يدى، وحجم الفائدة التى استفاد منها المراجعون طوال فترة اقامتى على الكرسى، وعدد المنشورات والتصريحات الاعلامية والمفرقعات المتنوعة فى الوعود أثناء اللقاءات الصحفية هل قمنا بتنفيذها على أكمل وجه بنفس ما صرحنا بها وقت تسليط الضوء الاعلامى والصور الملونة، وياترى كم عدد المسؤولين الذين كانت هناك علاقة وثيقة مابين الأقوال والافعال وصدقوا مع المراجعين وفتحوا مصارع أبوابهم بدون حراسة مشددة من طاقم السكرتارية، والمواعيد ويمكن تموت ولا يأتى الموعد حتى ينظر فى أمرك وفى مشكلتك وخاصة إذا لم تكن عندك واسطة أو مصلحة مشتركة حتى تمر أمورك بسلام، وربما يقابلك ويقال لك أبشر خير إن شاء لله وانت طالع من المكتب خذ مشكلتك معك. وهذه بعض النماذج الموجودة فى المجتمع مع من ولاهم الله على هموم مواطن ووطن بالدولة، وللاسف تسخر الدولة كل متطلبات المواطن، وحينما تصل الى المسؤول يكون هناك أمر آخر فى الأمر ويطبق الجانب المأساوى والسلبى من القانون عليه ويقول لك ليس بيدى وأنا ألتزم بالقانون. هذا هو الكرسى الذى نعرفه فى عصر نهضة ورفعة قطر يوم عن يوم ولكن لو نظرنا إلى نوع آخر من الكراسى والذى أبهر العالم فى شكله وفخامته، لأنه مصنوع من نوع خاص ومختلف عن جميع الكراسى العربية والخليجية والعالمية وأبهر العالم بفخامته الممزوجة بالتواضع والإنسانية والأخلاق الرفيعة والوطنية وحب الوطن والمواطن، وتعرفنا على شكله وحسن جودته بعد الجلوس عليه واستمر (18 عاما) من العطاء والجهد وزرع الخير فى داخل وخارج قطر، ودخل هذا الكرسى تاريخ البشرية العالمى لأنه لم يتفنن أحد قبله بحضور نموذج مشابه فى صناعته، وهذا الكرسي تعرفنا على قيمته الحقيقية والأصلية فقط عندما تركه وسلمه صاحبه بكل طيب ورضا فى خطاب موجه لشعبه وللعالم إلى ابنه الذى ترعرع فى مدرسته الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، من صاحب الكرسى نفسه الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثانى، وخلال إقامته عليه قدم الكثير والكثير بداخل قطر وخارجها بصورة اوصلتنا الان إلى درجة من درجات العجز عما نقوم به الآن من خلال حدود صلاحيتنا فى حجم الكراسى ومسؤولياته التى نقدمها للمواطنين والوطن، ولم يكن فى بالى ولا بال أى مواطن على أرض قطر أنه ستأتى علينا لحظة ونرى قيمة الكرسى الحقيقية أنها مسؤولية اجتماعية ودينية ومجتمعية بالشكل الذى قدمه الوالد من خلال خطابه الكريم، وزعزع كل أنواع الضمير والمسؤولية وحملني مسؤولية أكبر مماكنت أتحملها، حينما ذكر أن الكرسى ليس همه الأساسى طوال هذه السنوات المليئة بالانجازات المشرفه بقدر ما كان همه الأساسى الوطن والمواطن القطرى، وأن يسخره من أجل قطر وبروز قطر ليس على المستوى العربى ولكن على المستوى العالمى، ولا يكتفى بذلك الجهد المبذول طيلة سنوات حتى نضجت قطر بالفعل بصورة أكثر من المتوقع لها فى كافة المجالات ولكن ظهرت بشكل مضاعف، والأبهر من ذلك أن يترك الكرسى وقت حصاد ثمرة جهده وفى اللحظة التى كان ينتظرها من سنوات ماضية، إلى قرة عينه سمو الأمير تميم بن حمد آل ثانى، والأجمل منها يقول أنا وضعت الأساس خلال هذه الفترة وحان الوقت أن يتسلمها جيل شبابى يكمل مسيرة ما زرعته برؤية جديدة وفكر جديد تحمل قطر وجيلها إلى نهضة شبابية رائدة. وأخيرا: والدى بو مشعل.. حملتنا مزيدا من المسؤولية تجاه الكرسي وهمومه وتولى زمام أموره، وأتمنى أن نقدم لقطر وللوطن ربع ما قدمته سموك من مبادئ واخلاقيات وانجازات وطنية رفعت بها رأس كل مواطن قطرى بأن لنا حاكم حدّث فصدق القول والفعل.