14 سبتمبر 2025

تسجيل

مجتمع "الحَنّهْ"

09 يونيو 2022

«الحَنّه» استمرارية مزمنة في الشكوى، وصاحبها يدعى «حَنّان» حتى لو لم يكن هناك مبرر لذلك، اما إذا وصل الامر للمجتمع وأصبح الاصل فيه «الحنّه» فهو امام ظاهرة سلبية مخيفة، نتيجة لعملية انفصام بين المجتمع من جهة والدولة من جهة اخرى. «الحنّه» تذمر من شكل خاص، فالتذمر يمكن تحديد مصدره، لكن «الحَنّهْ» لا يمكن تحديد مصدرها. لأنها نابعة من الذات وليست من البيئة المحيطة بعكس التذمر. ظاهرة الانسان «الحنّان» تكتسح مجتمعنا، للتعامل معها علينا أن ننتقل بالمجتمع من مرحلة التصورات الى مرحلة المشاريع، علينا ان نجد حلاً لمئات المتقاعدين الذين لا يزالون قادرين على العطاء لكنهم جالسون عَلى مقاعد «الحَنّه» في المقاهي والمولات، علينا تفعيل آليات المجتمع الاهلي من تعاون ومحبة ومشاركة بشكل ايجابي، وتعزيز مفاهيمه تشابكياً لأنها بنى سابقة عَلى الدولة لكنها مهمة جداً، حتى يشعر كل فرد مهما كان وضعه او درجته او وظيفته بقيمته كإنسان. اذا استمر اعتمادنا عَلى القطاع الحكومي وعلى الوظيفة الحكومية فإن ثقافة «الحَنّه» ستزداد وسنجد انفسنا امام مجتمع من الحنانين، الذين اتخذوا من «الحنّه» ثقافة، علينا ان نفرق بين النقد البناء والحنه الصماء، النقد البناء يحمل بين ثناياه بدائل، وتصورات، بينما الحنه شعور بالإفلاس امام النفس وتبرير لعجزها. «الحنّه» جزء من عقلية تعيش في المجتمع وتشعر بأنها خارجة لعدم اقتناعه بها او بما تدعيه من ثقافة او بعد اجتماعي فهي حالة «سوداوية» يعيشها الفرد او المجتمع نتيجة غربته عن ذاته او لفقدانه لإرادته، وهما امران جلل لا يمكن معهما لأي مجتمع ان يتقدم او يتطور.