15 سبتمبر 2025
تسجيل* الحياة والتعامل مع الناس والعيش بينهم مع تعدد الثقافات والجنسيات والأعمار..يكشف أشكالا من الصور والسلوكيات والأخلاقيات والنفسيات التي تتفاجأ بأنها تختلف عما كنت تتصورهم وتظنهم. * نجد من سلوك بعض الناس في هذا الزمن الغريب نقيض ما يؤمنون به، وتجد الكذب تصرفا وسلوكا ومنهجا لا مبرر له في مواقف لا تستدعي الكذب واللف والدوران ويكون قول الحقيقة والمصارحة جسرا ومختصرا لاهدار وقت انسان وقلقه في مواقف لا تستدعي الغضب ولا تستدعي ان يحاول الانسان الهروب حتى من التقاء العينين ومرور ظل لمكان! * من الناس من تكتشف أنه شخصية أخرى مختلفة عند الاقتراب منه ورؤيته من خلف القناع الشفاف الذي يرتديه، ترى نقيض الشخصية التي يظهرها في البداية، فالاقتراب لا يتناسب مع هذه الشخصيات لما يظهر من بشاعة في نفسيتها عند الاقتراب منها، وترى بالاقتراب ندوبا في ملامحهم وشحوب أرواحهم.. التي تحتاج سنوات للإرواء! * ومن الناس، من تظن صعوبة في الاقتراب والتعايش والتعامل معهم وخشية بدء الحوار والعمل، لما يبدو من صورة جدية وصورة تضفي عليهم الغموض ووضع الحدود، الا ان طرق أبواب أرواحهم والاستئذان للحوار يكشف عمقا وتواضعا وأخلاقا، يظهر الصدق في نظراتهم ونبرات اصواتهم وتوافق أقوالهم مع أفعالهم وعمقها. تقلب المزاج لا يصلح في الصداقة والعلاقات، ولا يصلح في التعامل مع زميل عمل أو رفيق رحلة وسفر ودراسة. * الصراحة والوضوح والحوار وشفافية الروح والكلمات راحة وطمأنينة في كل أشكال المشاعر والعلاقات، من حب ومن عتب، من غضب ومن رضا، ومن أفكار توجد في عقول ونفسيات لا يصرح بها تبقى حبيسة الأعماق تتراكم.. وتكون سببا في الابتعاد.. والهجران! * العتب خير من الحقد، ويغفل الانسان ما الحقد وما معناه: الحقد كتمان الكره والغضب مرارا وتكرارا يصل ليكون كرها وحقدا وحسدا وأمراضا نفسية وجسدية تعصف بصاحبها قبل غيره، وتعبر عنها الجوارح لغة قبل حروف اللسان، وتعبر عنها الأحاسيس والمشاعر وتصل طاقة سلبية نافذة من الحاقد الى المحقود عليه أيا كان وبأي مكان كان! * الحوار والجلوس والمواجهة والصراحة والعتب وفتح الروح لتنطلق حديثا صادقا، سبيلا لحفظ الود وعدم نكران المعروف ونسيان المواقف الجميلة ولحظات حلوة كانت بين ارواح وأسماء. * كم من علاقات هدمت وضاعت حروفها وبعدت وتناثرت ومزقت، لأفكار من نسج صاحبها وخياله المريض، دون سعي لفهم وحوار ومواجهة. * كم من علاقات قطع حبل الود بينها وبترت المشاعر وضاعت، بسبب نقل حوار وقيل وقال واسفاف كلام وفتنة ونقل من فاسق دون توضيح وبيان، وقطع الشك باليقين لفتنة سعى بها فاسق وخبيث نفس! * المصارحة والود والمواجهة والسعي للخير والصلاح سبب في استمرار العلاقات والصداقة متى ما كان أساس العلاقة قائما لله ولم يترك للشيطان وهوى النفس مدخلا وثغرات للأرواح لتعكر صفو الود والعلاقة. * يظن بعض الناس ان الحصول على الشهادات الجامعية والعليا وغيرها من شهادات وبرامج تدريبية ومناصب كافٍ في حياته وشخصيته وخبراته وتعامله مع الآخرين وكسب ودهم، وينسى البعض في خضم الدراسة والبحث والعمل وهرولة الحياة ومشاغلها، ينسى الانسان الذي يعيش معه ينسى ذاته وشخصيته ويتعامل بسلوك أناني، وبشكل مادي جاف، يعدم فيه الاحساس بالآخر وتغيب المشاعر وبرؤية ضيقة لا يرى فيها ما حوله ولا يستوعبه بصورة شامله وكلية! * عندما تفكر في الآخرين وتعيش احاسيس الفرح والحزن، وتسعى بالخير والصلاح والوفاء لهم، تجد أن رب العالمين يدخر لك الخير والصلاح في مكان آخر لا تتوقعه..ويدفع عنك ضررا وبلاء. * آخر جرة قلم: كم هو جميل ورائع التصالح والسلام مع النفس أولا ليكون سببا لتصالحها مع الآخرين والتعامل الراقي والانساني..وكم هو رائع خلق التسامح والعفو، متى ما خلقا وتحلى بهما الانسان وجعلهما أساس تعامله وحياته، ليجد انعكاس ذلك على حياته وسلامها النفسي والروحي. وكم هو جميل استغلال قدوم مواسم الطاعات والخير ليكون سببا لصفاء القلوب واقترابها، وسببا في التواصل والرحمة والانسانية وارتقاء الأرواح فوق صغائر الأمور. @salwaalmulla