17 سبتمبر 2025

تسجيل

البَطَلْيَوْسِيُّ الإمام المحقق

09 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إمام في اللغة والآداب سابق مبرز، مصنفاته دالة على رسوخه واتساعه ونفوذه وامتداد باعه، مولده سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ووفاته في رجب في عام إحدى وعشرين وخمسمائة، وكان ثقة مأمونًا على ما قيد وروى ونقل وضبط. إنه العَلاَّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّيِّد البَطَلْيَوْسِيُّ النَّحْوِيّ، اللُّغَوِيّ، نسبة إلى مدينة بطليوس التي كان فيها مولده. كان عالماً بالآداب واللغات متبحرًا فيهما مقدمًا في معرفتهما وإتقانهما، محققًا في فنون الأدب. سكن مدينة بلنسية، وكان الناس يجتمعون إليه ويقرأون عليه ويقتبسون منه، وكان حسن التعليم جيد التفهيم ثقة ضابطًا.حكي عنه أنه قال: كان سبب طلبتي للعلم أن والدي كان رجلا من أهل القرى، وكان له ثروة، فسلّم إليّ مالا لأدخل به إلى الحاضرة للتجارة، فدخلت إلى قرطبة فاتفق أني اجتزت في السوق فوجدت حلقة تباع فيها الكتب، فوقفت عليها، واستحسنت الكتب، وشريت منها بمقدار مائتي دينار للتجارة، فلما خلوت بها جعلت أفتقدها وأقول: هذا جيد لا ينبغي أن يباع، وهذا جيد إلى أن اخترت لنفسي أكثرها، ثم جعلت أطالعها فلا أفهم معانيها، فيضيق صدري. فسألت بعض الطلبة، وقلت له: أي العلوم أنفق؟ فقال: الناس في الأدب أرغب منهم في غيره.قلت له: وأيّ الكتب أشهر من كتب الأدب؟ فقال: كتاب العين. فشرعت فيه على شيخ هناك. فلم تمض لي شهور حتى حفظته، ثم حفظت كتابا في النحو. ولذّ لي العلم، فلم تمض إلا مدة قليلة حتى صرت ممن يشار إليه. فاشتقت إلى أهلي بعد أن أنفقت جميع ما كان معي، فخرجت إليهم واجتمعت بوالدي، فسألني عن الحال، فأخبرته بقصتي، فلم ينكره عليّ بل سرّه، وقال: يا ولدي، هذه نعمة من الله في حقك حيث ألهمك بالعلم. وأمدني بشيء آخر من المال، ورجعت إلى المدينة، وطلبت المشايخ حتى بلغت إلى ما ترون.ألف البطليوسي كتبًا كثيرة منها: كتاب " المثلث " أتى فيه بالعجائب ودل على اطلاع عظيم، وكتاب "الاقتضاب في شرح أدب الكتَّاب"، وشرح "سقط الزند" لأبي العلاء المعري شرحاً استوفى فيه المقاصد، وله كتاب في الحروف الخمسة، وهي: السين والصاد والضاد والطاء والذال، جمع فيه كل غريب، وله كتاب " الحلل في شرح أبيات الجمل"، و" الخلل في أغاليط الجمل"، وكتاب " التنبيه على الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة"، وكتاب " شرح الموطأ".