29 أكتوبر 2025
تسجيلكم نحن محظوظون..بعد عام كامل مليء برائحة القتل والدمار والخراب والموت ومشوار طويل وطرق ملتوية وآهات وبكاء وضحك، وصلنا إلى بوابة رمضان وخطينا عتباته آمنين في رحلة فشل الآلاف من الوصول إليها، لننعم بفرص الرحمة مرة أخرى، لعلنا نحظى بجائزة العتق من النيران. كم نحن محظوظون..أن يكون لنا خيارات للمساجد التي تجهزت بأجمل الحلل وبسجادها الوثير وجوها البارد في عز الحر، لتكون بردا وراحة للمصلين..وأن يكون لنا خياراتنا في اختيار المسجد والإمام ووراء أي حنجرة ذهبية نحيي ليالي رمضان من تروايح وتهجد.كم نحن محظوظون..على الأمن والأمان الذي يعيشه الناس هنا ليلا ونهارا، وأن نذهب إلى تأدية فروض الصلاة بكل راحة ولا سؤال أو مضايقات وقيود الجهات الأمنية كبعض الدول.كم نحن محظوظون..أن نذهب إلى أعمالنا لسويعات قليلة بسيارات فارهة باردة ومكاتب راقية جميلة وغيرنا قد لا يجد وسيلة للانتقال والعمل في مكان معقول حتى..ولنرجع إلى بيوتنا الفاخرة بكل راحة ويسر وطمأنينة.كم نحن محظوظون .. عندما يعلن المؤذن بصوته الشجي دخول المغرب لنواجه طاولة وقد امتلأت بالأطعمة وأنواع الملذات التي جادت بها أراضي المعمورة من كافة جهات العالم، لتنتظرنا على المائدة لنستلذ بأكلها وهناك من البشر من يكون محظوظا إذا حصل على قطعة خبز ناشف ورشفة ماء نظيف.كم نحن محظوظون..أن هناك دراهم في جيوبنا ولو كانت يسيرة، لنكون سببا في صنع الابتسامة والفرحة للأقل حظاً في الدنيا ونساعد الفقير والمحتاج والمسكين لنحجز لنا مكانا في رحمة الله ورضاه ثم الجنة بإذن الله تعالى.من المهم أن نأخذ برهة تفكير لنستشعر الخير والنعم الذي نحن فيه وكوننا نعيش في واحة خضراء وارفة في محيط الربيع العربي الذي حل فيه الدمار والقتل والخوف وعدم الأمان وشح الموارد. وها أنتم تدخلون بتوفيق الله ورحمته إلى واحة الشهور ألا وهو شهر رمضان في فرصة قد لا تتكرر. أحبتي..أخبركم بأنكم تعيشون في جنّة الدنيا.. فلنعمل بجد لجنَّة الخلد..الحمد لله على نعمه والشكر لحكومتنا وقائدها الفذ بوحمد. وتقبل الله طاعتنا وطاعتكم.