15 سبتمبر 2025

تسجيل

غيروا لتغيروا

09 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( التغيير )، كلمة معناها كبير ومناقبها اكبر، لأنها وببساطة سُنةٌ كونيةٌ، وأمر فطري في هذه الحياة الدنيا، إذ ان حياة الإنسان قائمة على مبدأ التغيير، في التغيير اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وسنته الشريفة التي تخبرنا في أكثر من موضع أنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم غيّر كثيراً من شؤون حياته وحياة أصحابه القولية والفعلية،إن التغيير سبيل لبلوغ الكمال البشري المأمول، وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة، وما دمنا لم نبلغ هذه الدرجة — ولن نبلغها — فإن علينا أن نحرص على التغيير الإيجابي المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها، إن التغيير دليل على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل. أما المُبررات التي من أجلها يتم التغيير فكثيرةٌ جداً، وتختلف باختلاف الحالات والظروف والزمان والمكان، إلا أن من أبرزها ما نُلاحظه ونراه ونسمعه ونتفق جميعاً عليه، ويتمثل في أننا نعلم أن هناك الكثير من الطاقات البشرية (المُهدرة) التي لم يُستفد من أصحابها، ولا المجتمع من حولهم لأنها طاقاتٌ مُعطلة، وقدراتٌ غير مُفعّلة، وخير دليلٍ على ذلك تلك المواهب المدفونة عند الكثيرين في مختلف مجالات الحياة، وتلك الأوقات الضائعة التي نهدرها جميعاً (إلا ما ندر) على مدار اليوم والليلة فيما لا فائدة فيه، ولا نفع منه سواءً أكان ذلك من الأقوال أو الأفعال. إضافةً إلى مشكلة الخضوع والاستسلام لمختلف العادات والتقاليد الخاطئة في المجتمع، وعدم بذل أي محاولة إيجابية لتغييرها أو تعديلها أو تصحيحها أو التخلص منها.خير مثال نقتدي به تسلم أمير البلاد المفدى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد من حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث لم يكن التغيير للتغيير فقط، بل كان من اجل اكمال التطور والتجديد والتحديث واستمرار مسيرة التنمية في ربوع وطننا الغالي التي بدأها سمو الأمير الوالد.سأركِّز على مسألة التغيير الإيجابي، وأقصد به التغيير نحو الأفضل والأجمل والأحسن والأكمل، وهو ما سيعتمد على محاولة تحقيق ذلك التغيير من خلال زيادة بعض التصرفات الإيجابية ولو بمقدارٍ يسيرٍ عند كل فردٍ منا، والتقليل من بعض التصرفات السلبية قدر المستطاع.تكمن مشكلة التغيير في عدم تقبل البعض لها، ويتم التعاطي مع الكلمة انها شعار يُرفع للشو الاعلامي، فلو تم الايمان الحقيقي بالتغيير والعمل بها على ارض الواقع لكانت النتائج الايجابية تفوق السلبية، إن المرحلة التي تمر فيها المنطقة لا تستحمل أن يكون التغيير لأمر غير الكفاءة والابداع والتمييز (فقط لا غير)، إن العمل الروتيني اصبح منهجا للأمم المتأخرة في الركب، نحن في عصر تتسم ملامحه بنمو وصعود الطبقة المبدعة التي سوف تسود وتكتسح العالم في كل المجالات.ان تطور المدن يستند من الآن فصاعداً إلى مقدرتها على جذب "الطبقة المبدعة" المؤلفة من مفكرين ومهندسين ومعلوماتيين ومهندسين معماريين ومصممين ومتخصصين في جميع المجالات.الايمان والعمل على التغيير الايجابي يأتي بالنفع العام والتطور غير المسبوق، كما أنه يترك بصمة ايجابية تُسجل لأصحابها في الدنيا والأخرة، وتُحمل من يأتي المسؤولية الكبرى في اكمال المسيرة، وعدم اتخاذ الأهواء الشخصية والنفسية مصدراً للتشريع، كما أن تفعيل التغيير الايجابي يعطي بارقة امل للأجيال المتلاحقة بالجد والاجتهاد والبذل والعطاء (لكل مجتهد نصيب )، وينشر ثقافة التغيير الايجابي في المجتمع.قال ابن القيم: نمد الأيدي في كل يوم لنعاهد الله (إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعين، فحياتنا كلها تمتد بين (الحمد لله) وحتى (ولا الضالين( فلا بد للوفاء بالعهد من قلب يطرب أنساً بسماع (الرحمن الرّحيِم ). ويقف إجلالاً مع (ملك يَوْمِ الدّين ). وينكسرُ راجياً (اهْدِنا الصّراط المُسْتَقيِم (ويرتعد خوفاً من سبيل (المَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلا الضّالِين (إنه أعظم عهد في أعظم سورة،فهل وعت قلوبنا ذلك العهد.والسلام ختام.. ياكرام