11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحب في سباق

09 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يخرج النبي، صلى الله عليه وسلم، قائدا للجيش، مجاهدا لإعلاء راية التوحيد، وإنقاذ البشرية، يسير في هيبة، وهو خاتم النبيين والمرسلين، وقد أعد لملاقاة العدو ما استطاع من الخيل والرجل والدعاء والتخطيط ، وهو مقبل على إدارة معركة، كأني به عليه الصلاة والسلام وهو يفكر بمن تركهم هناك في المدينة ليحرسوها ويعينوا نساءها وأطفالها وشيوخها، وكأني به يدعو الله في ترقب بسلامة الصحابة وحفظهم ليعودوا إلى أهلهم سالمين منصورين، وبينما هو في همه وقيادته تلك، إذ به يأمر الجيش ليتقدم فجأة، يشير إليهم لإتمام المسير، ثم يهمس لعائشة أحب الناس إليه بالرجوع معه والتأخر عن الجيش. ما الذي حدث يا تُرى؟ لو أنني كنت مع الصحابة ذلك اليوم لدارت بي الدنيا، وشغلني التفكير، هل أتى النبي صلى الله عليه وسلم آت من السماء بوحي جديد ؟ هل هي حركة تكتيكية لتشتيت جيش العدو؟ أم هو موعد سري، ليعقد حلفا مع قبيلة ما رآها في الطريق، أو أنه قد ضرب بينه وبينها موعداً من قبل؟لكن لا يمكن أن يسري في خاطري والحالة كهذه في سفر وتعب وفي الطريق إلى معركة وهو النبي الخاتم المعلم أنه سيلاعب زوجته ويضاحكها ويباسطها إطلاقا.نعم، لقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا ليسابق الحبيبة الكريمة ويلاعبها ويضاحكها، لم يتحجج بانشغاله في قيادة الأمة وإرهاقه من مجريات حياة النبوة وهموم الدعوة، سابقها فسبقته، ولك أن تتخيل ما الذي دار في سباق الأُنس هذا من حب وفرح، وكيف كان أثر هذه اللفتة المذهلة على قلب عائشة الصغير رضي الله عنها وأرضاها.