18 سبتمبر 2025
تسجيليدور الزمان ليحط بنا — مجدداً — في رحاب خير الشهور، رمضان المبارك، محطة الانطلاق الحقيقي نحو التغيير الإيجابي، وإيجابية التغيير. من كرم الله تعالى علينا أن وهبنا فرصا ثمينة وأعطيات جزيلة، لنصحح مسارنا، ونشحذ عزائمنا، ونجدد نشاطنا، فيأتي شهر العطاء والتغيير الإيجابي، رمضان المبارك، جامعة التطهير والتغيير نحو الأفضل، إذ تفتح أبوابها لمن عقد العزم على إصلاح نفسه وتصحيح مساره، والإسهام البناء في تجسيد مشروع الأمة الحضاري. شهر فقط، أيامه معدودات، لكنه كفيل بتحقيق أهداف وغايات عظمى، أساسها جهاد النفس وتعويدها الصبر عن الشهوات والملذات الزائلة، وتدريبها على الأعمال الصالحة.ونحن معنيون — في كل شأن — بفئة عزيزة مؤثرة، هي فئة الشباب، ثروتنا الأغلى والأهم؛ لأن نسبة كبيرة منهم ما يزالون بعيدين فكرا وسلوكا، عن تجسيد مشروع أمتنا الحضاري، وقلة منهم هم الجادون الواعون، الذين يستثمرون أوقاتهم وقدراتهم في أنشطة وفعاليات إيجابية، تصب في ذلك التوجه الحميد.وها نحن نعايش أجواء شهر رمضان المبارك وشبابنا أمام فرصة ثمينة ليفيقوا من غفلتهم ويستغلوا أوقاتهم، مستلهمين ما حققه أسلافهم العظام من فتوحات وبطولات، تركز جلها في شهر رمضان.إنها دعوة صادقة يقدمها شهر التطهير والتغيير، لمن أراد أن يهذب نفسه ويضبط سلوكه ويقوي إيمانه، سعيا نحو تحصيل ملكة التقوى، حكمة الصيام الأسمى وغايته المنشودة. علماؤنا الأجلاء يتخذون من قاعدة التخلية قبل التحلية شرطاعند إرادة الإصلاح والتغيير للأحسن. وعليه فإن التطهير مقدم على التغيير، وهنا رسالة عاجلة نرسلها للشباب الباحثين عن اللهو والمتعة في ليالي رمضان: إن بإمكانهم تحقيق تلك المطالب والرغبات بأسلوب إيجابي مباح ومحبب للنفوس، من خلال الفعاليات والأنشطة التي تقيمها وتشرف عليها الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وبعض الجهات الحكومية، والتي تمتاز بالتنوع والشمولية وتلبي كافة الأذواق.مذكرين شبابنا بأجر الاعتكاف والعمرة في رمضان، والحذر من مصائد ومخادعات نواب إبليس الذين يتربصون بهم الدوائر، وحتى يثبت شبابنا لكل المشككين أنهم قادرون على إحداث الفرق والتغيير الإيجابي نحو الأفضل، مستلهمين دروس رمضان، جامعة التغيير والتطهير، والتخرج منها بشهادة التقوى ومغفرة الذنوب.