20 سبتمبر 2025

تسجيل

شابون يعترف بفظاعة الاحتلال

09 يونيو 2016

أن يعترف كاتب مشهور بجرائم الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا ,أمر إيجابي. غير أنه عندما يكون يهوديا ومن المؤيدين لإسرائيل,فإن ذلك يحمل قيمة مضاعفة .لقد أكد الكاتب اليهودي لأمريكي الشهير مايكل شابون مؤخرا, انخراطه جديا في مناهضة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية, من خلال كشف الوجه الفظيع والمجرم للاحتلال. ذلك من خلال نقله للمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون.وهو ما كرره شابون اثر زيارته للأراضي الفلسطينية في أبريل الماضي مع وفد من الكتاب الأمريكيين شارك فيه عدة كتاب مشهورين منهم , ديف إيغيرز, والحائزة على جائزة بوليتزر جيرالدين بروكس. والتقى بكتاب فلسطينيين من القدس الشرقية المحتلة والخليل وقرى قرب رام الله. وتوجه إيغيرز أيضا إلى قطاع غزة المحاصر.من بين كل الكتاب الزائرين, وووجه شابون باقسى حملة إعلامية سواء في إسرائيل أو في الولايات المتحدة من اللوبي الصهيوني فيها . رغم ذلك, أكد شابون في مقابلة له مع مجلة "ذا فوروارد" اليهودية الأمريكية, أن الاحتلال الإسرائيلي هو "أكبر ظلم صارخ رأيته في حياتي".لقد أثارت تصريحات شابون التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، وقال الكاتب الصهيوني المؤيد للكيان أرسين أوستروفسكي في تصريح له :" من الواضح أن شابون لا يعرف شيئا,لأنه لم ير الكثير في حياته". يركز الروائي شابون في رواياته على معنى أن يكون المرء يهوديا, خاصة في الولايات المتحدة. وكغيره من اليهود الأمريكيين، شعر شابون برابط يجمعه بإسرائيل, عندما زارها للمرة الأولى في عام 1992. لكنه لم يبدأ الاهتمام شخصيا بموضوع الاحتلال الإسرائيلي إلا بعد زيارة زوجته المولودة في الكيان ، الكاتبة إيليت والدمان، إليه, قبل سنتين. وهي زيارة قالت عنها أنها "فتحت عينيها" على الواقع. بعدها قرر الزوجان الانخراط في حملة مناهضة الاحتلال الإسرائيلي. للعلم, لطالما ركّز شابون على هويته اليهودية في كل رواياته، وبالتحديد في روايته الحائزة في 2001 على جائزة بوليتزر "مغامرات كافالير وكلاي العجيبة", التي تتحدث عن حياة ابني عم يهوديين قبل وخلال وبعد الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى رواية "اتحاد الشرطة اليديشية" . كان هدف الزيارة التي قام بها الوفد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة,هو الاطلاع على واقع الاحتلال ,وآثاره على الحياة اليومية للفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، وهي قضية يقول عنها شابون : "إن ما يجعل الأمر أشد فظاعة من الفصل العنصري, هو انه يمارس بأيدي أناس يصفون أنفسهم باليهود".مضيفا :"أن ينقلب بشر عانوا الاضطهاد لفترات طويلة، ويقومون بقمع شعب آخر, هو بالنسبة إليّ أكثر فظاعة بكثير من نظام الفصل العنصري، إنه يساويه في مستوى البشاعة,دون التقليل من فظاعة نظام الفصل العنصري" . للعلم , الجهة, التي نظمت الجولة هي منظمة "كسر الصمت", التي تعمل على كشف انتهاكات الجيش الإسرائيلي من خلال جمع شهادات لجنود إسرائيليين حول التجاوزات التي يرتكبونها, خلال عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لقد اتهم القادة الصهاينة هذه المنظمة "بمعاداة السامية" و"الخيانة"!. لقد هاجمته أيضا كل الأحزاب الإسرائيلية وبخاصة الأحزاب الدينية الأكثر تطرفا. لقد وصفوه واعتبروه: "طفلا شاذا, جاء ليلقي التعاليم على إسرائيل". ولكن شابون رد قائلا "كنت متحيزا للغاية لصالح إسرائيل، بحيث كنت أفضل تجاهل الاحتلال!. هذا هو الأمر الوحيد الذي يجب أن يفعله المرء للحفاظ على تأييده لإسرائيل: تجاهل الاحتلال حتى تعجبهم!, وأضاف "الحكومة تعرف بشاعة جرائمها. ولهذا تبذل جهودا كبيرة لإخفائها, ومنع الناس بما في ذلك الإسرائيليون العاديون من رؤيتها" . وسيقوم شابون وزوجته بتحرير كتاب قام 25 كاتبا أمريكيا معروفا بتأليفه, ويصفون فيه الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي, على أن يعود ريع الكتاب لصالح منظمة "كسر الصمت" ومنظمة فلسطينية محلية.