12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأطفال بهجة العمر وزينة الحياة الدنيا، والرصيد الباقي للمرء بعد موته إن أحسن تربيتهم وتنشئتهم كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "أو ولد صالح يدعو له"، ورمضان فرصة عظيمة لها آثارها على نفوس أطفالنا إن أحسنا استغلالها والإفادة منها بما ينعكس على سلوكهم وأخلاقهم في شؤون الحياة كلها.فالصوم مسؤولية جسيمة تتطلب قدرًا من الجهد والمشقة والصبر وقوة الإرادة، إضافة إلى أنه فريضة وضع الشارع الثواب على فعلها والعقاب على تركها، ما يحتم على الأبوين ضرورة تعويد الأبناء على أداء هذه الفريضة، وتحبيبهم فيها، واستثمار هذه الفرصة الاستثمار الأمثل لغرس القيم والسلوكيات الحميدة في نفوسهم، وإضافة عدد من المهارات والتجارب لديهم.فكيف نجعل من لحظات الصيام سعادة في قلوب أولادنا؟ وكيف يصبح رمضان فرحة ينتظرونها بفارغ الصبر؟ وكيف نستثمر هذا الشهر في غرس المعاني التربوية والإيمانية في نفوسهم؟من المهم جدًا أن يرى الطفل ويسمع من حوله مظاهر الحفاوة والابتهاج بهذا الشهر الكريم، فينشأ ويكبر وهو يشاهد هذه السعادة الغامرة والفرحة الكبيرة من والديه وإخوانه كلما هبت نسائم شهر رمضان، وتظل هذه الذكريات السارة محفورة في ذاكرته لا يبليها مرور الأيام ولا يمحوها كر الشهور والأعوام، ولو رجع أحدنا بذاكرته إلى الوراء عدة سنوات ليتذكر البدايات الأولى التي عاش فيها تجربة الصوم لوجدها من أكثر السنين متعة وإثارة وصورا راسخة لا تمحى.من المهم جدًّا أن يشعر أبناؤنا أن رمضان قد جاء ليقوِّي إرادتنا، ويشد عزيمتنا، ويحررنا من الضعف والوهن، وينفض عنا الخمول والكسل. ومن الخطأ أن يظن البعض أن الانشغال بالدراسة ومتابعة الشرح والمذاكرة يعطِّل القيام بحق الشهر الكريم من تلاوة للقرآن أو تسبيح أو تحميد أو نحوه من الطاعات. فيصبح شهر رمضان شهر كسل في الأداء، وضعف في العطاء، وعزوف عن متابعة الدروس والمذاكرة وكتابة الواجبات بحجة الصيام.ولعل من المناسب أن يحضر الوالدان للأطفال بعض الهدايا واللعب في بداية الشهر، لتحمل معها معنى عظيمًا، وهو أن هذا الشهر يأتي ويأتي معه الخير فيحبونه ويترقبونه بكل شوق وشغف.من الأمور المهمة أيضًا تعويد الطفل على الصوم والتدرج معه في ذلك، فلا ينبغي أن ندع أطفالنا يكبرون ثم نباغتهم بالصوم من دون أن يستعدوا له فيشق ذلك عليهم، بل لا بد من إعدادهم وتهيئتهم.ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كانوا يُعوِّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا في المقابل يقدمون لهم الألعاب والدمى يتلهَّون بها عن الجوع والعطش.