11 سبتمبر 2025

تسجيل

بر الوالدين

09 يونيو 2013

بعد أكثر من ألفٍ وأربعمائة سنة استيقظ العالم ممثلاً في المنظمة الدولية الأمم المتحدة وشرعوا للوالدين يوماً لابد من الاحتفال به وهو الأول من شهر يونيو من كل عام تقديراً لهم، وديننا الحنيف جعلهم من بعد الخالق لهم التقدير والاحترام والوفاء بهم واجب على الأبناء بالوالدين، حيث قال جل من قائل (وبالوالدين إحساناًً) سورة الإسراء أي جعل بعد عبادته سبحانه وتعالى أن نحسن لوالدينا حتى تكتمل عقيدتنا التي جاء بها سيد الخلق بلغ عنها وأنزل سبحانه وتعالى كتاباً علينا أن نقرأ منه في اليوم خمس مرات في الصلاة ونتذكر هذا الأمر في صلاتنا من خلال قراءتنا لكتابه الكريم عند كل صلاة ولابد من المرور والتذكير بذلك في أي وقت من أوقات الصلاة المفروضة، أو التي نؤديها تقرباً إليه جل وعلا، في النوافل ومن توصيات رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالوالدين، حيث قال الوالد أوسط أبواب الجنة، وكذلك قال: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات، هذا هو ديننا أي سبقكم بالدعوة لبر الوالدين وامرنا أن نبسط لهما جناح الذل من الرحمة، فالدعوة لبر الوالدين من أساسيات ديننا، الذي جاء به سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو خاتم الرسالات للناس جميعاً، ونحن ممن لا يريد أن يكون لمثلهم يوماً في العام لأن ذلك فيه قد يكون إجحاف في حقهما ومنزلتهما التي جعلها رب العباد سبحانه بأن تأتي بعد الإيمان به فرضاه من رضاهم والجنة كما قال عليه الصلاة والسلام تحت أقدام الأمهات، وكما قال بعض الفلاسفة كسقراط: "لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي"، وقال دوروين: قلب الأم لا يشيخ أبداً، ويقول بريفو: قلب الأب هو هبة الله الرائعة، فالمولى عز وجل جعل لهما مكانة عالية حيث جاءا بعد الإيمان به سبحانه وتعالى وأمرنا ألا نسمعهما ما يكرهان من العبارات وأن نطيعهما في كل شيء إلا الكفر به سبحانه وتعالى فلا نطيعهما في ذلك ولكن يجب علينا معاملتهما المعاملة الحسنة ونبرهما حتى وإن لم يؤمنا به جل وعلا، فالمثل الفيتنامي يقول: أب حنون مشعل للإجيال، ويقول الشاعر الكبير حافظ إبراهيم: الأم أستاذُ الأساتذةِ الأُلــى شــغلت مــآثــرهــم مــدى الآفاق لذا يجب أن يدرك العالم والفرد منا أن الآباء لهم مكانة عظيمة لابد من أن نرعاهم كل لحظة وليس في يوم واحد وإن كان ذلك لمجرد التذكير الذي جعل الكثير منا من لا يذكرهم بحجج واهية شغلتهم عنهم الحياة ولا وقت لديهم لرعايتهم والاهتمام بهم مع أن ذلك من أساسيات حياتنا بعد الإيمان بالخالق ولكن طالما أننا ابتعدنا عن التمعن في ما جاء به ديننا الحنيف وكتابنا العظيم الذي هو نبراس لحياتنا الدنيا والآخرة يمكننا أن نضع قوانين ونظماً وبرامج تجعلنا قريبين منهما ونتذكرهما ومآثرهما علينا في حياتنا التي نحن وجدنا فيها فالمثل الروسي يقول: الأم تصنع الأمة، ويقول سهل بن هارون: إذا أنت عشت دون أن تكون أباً، لا إنك ستقضي دون أن تكون رجلاً. من روائع الحكمة. علي محمد يوسف