14 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا بعد التخرج يا خريج؟

09 مايو 2024

أصدق وأجمل فرحة تلك التي تتوج سنوات تعب وسهر وقهر للظروف، ومواجهة الصعاب وسنوات صبر…للوصول ليوم التخرج وجني ثمار كل تلك السنوات بحلوها ومرها.. فرحة يتقاسمها الخريج وأسرته وأصحابه وزملاء الدراسة في يوم التخرج والصعود على مسرح التخرج واستلام شهادة وهدية التخرج.… يرتبط شهر مايو في كثير من الجامعات العالمية والمحلية بالاحتفال بالتخرج.. وتتميز هذه المناسبة بحضور وتشريف وتكريم القيادة العليا بالدولة متمثلة بتشريف وتكريم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لحفل تخرج الطلاب وتشريف سمو حرم الأمير الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني لتخرج المتفوقات من الخريجات.. وتشريف القيادات العليا لمؤسسة قطر بحضور سمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.. والشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة.. تخصيص الميزانيات الضخمة للتعليم والتعليم العالي يجعل الدولة في مصاف الدول المتقدمة، ويجعل لحضورها الجغرافي والدولي ممارسة القوة الناعمة باستقطاب ومنح الفرص والدعم الأكاديمي لطلبة دوليين من جميع دول العالم للاستفادة من الفرص المميزة التي تمنح في جامعات قطر الوطنية والجامعات الدولية بفروعها في قطر، التعليم هو الاستثمار الحقيقي الذي تقف عليه الدولة مستقبلا، من خلال الاستثمار في الطاقات البشرية والاعتناء بصحتهم وعقولهم فالتعليم والصحة من أهم المجالات التي يبنى عليهما تقدم الدول وحضورها.. نتمتع بمجانية التعليم وهو ما تحرص عليه الدولة، والفرص التي تمنح لكل متفوق ولكل من يرغب باستكمال دراسته العليا داخل قطر أو خارجها... بمنحهم الفرصة ضمن قائمة الجامعات المعتمدة محليا ودوليا تشجيعا لكل من يرغب بالدراسة أو استكمال الدراسات العليا والمساهمة في تزويد المكتبات بالأبحاث العلمية والمراجع الأكاديمية.. الحرص على طلب العلم واستكمال الدراسة الجامعية أو العليا لا يمنعه إلا الموت.. كم من خريجين رغم ظروفهم الصعبة حرصوا على مواصلة دراستهم ولم تمنعهم ظروف ولا عمر! وكم من قصص نقرأها ونشاهدها لمن حكم عليهم بالسجن من سعيهم لاستكمال تعليمهم ونيل أعلى الشهادات.. وهناك من هم على سرير المرض أو من أصحاب الاحتياجات الخاصة يسعون لاستكمال دراستهم، ويصلون لأهدافهم وأمنياتهم ويجنون ثمار كل ذلك التعب وأشكال الظروف الصعبة. لا تهزم دول جعلت صحة مواطنيها وأبدانهم، وصحة عقولهم وثقافتهم وتعليمهم بتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية وتشجيعهم لمواصلة التعليم.. فالتعليم تبنى عليه المجتمعات وتتقدم، وتبنى به الدول وتتميز.. آخر جرة قلم: تقدمت أوروبا بالتعليم في بداياتها وبداية قوتها وسيطرتها على كثير من الدول، لأنها أدركت أن بالتعليم ستتميز وتتقدم بين جيرانها وبين الأمم، ونجد أن ماليزيا جعلت قوة اقتصادها بقوة التعليم والحرص على ابتعاث طلابها للخارج والاهتمام بالتعليم محليا.. تعيش دول العالم ومن ضمنها دول الخليج المعتمدة على إيرادات النفط تحديا بإيجاد بدائل لمواردها وتنوع اقتصادها باستثمارات متنوعة ومجدية وطويلة الأجل ويتحقق ذلك من خلال الاهتمام بالتعليم الذي يجعل الدول تتقدم. فلا شروط وعقبات لمن وجد لديهم الرغبة الحقيقية للتعلم.. ولا نهاية عمل وعطاء لمن نال أعلى الشهادات بل من الأهمية الاستفادة من الطاقات والقدرات والشهادات والخبرات، التعليم والتعلم ومواصلة طلب العلم حلقات مترابطة تسهم برفعة وتقدم الدولة.. وإثبات قوة حضورها اقتصاديا وتنمية وتأثيرا.. وتحقيق الاستثمار الحقيقي الذي يبقى ويستمر.. مبروك للخريجين والدولة تنتظر إخلاصكم وعملكم والأهم الخريجون ينتظرون العقول التي تؤمن بقدراتهم.. بتوظيف يساهم في العمل وبناء الوطن وتقدمه..