هوشة المجلس

نعود معكم في هذا المقال لننقل لكم ما يدور في مجالسنا العامرة من نقاشات ومناوشات وسوالف، وسننتقل في بث حي إلى مجلس بوسعد الذي دار فيه هذا النقاش الممتع بين مجموعة من الأصدقاء أو "الربع" كما نطلق عليهم باللهجة المحلية. وكان نقاشهم هذه الليلة محتدماً وحرارته قاربت إلى درجة حرارة انصهار الحديد، فقد بدأ الحوار بوسعد صاحب المجلس قائلا: "يا جماعة شصار في مباراة نادي السنديان، يا ربه فاز"، رد بوحسن بأسلوب تهكمي لعلمه أن بوسعد من أشد المناصرين والمشجعين لهذا النادي قائلا "يا رجال فاز ولا انغلب ما هوب أغلى الطروش، إن شاء الله إنه انغلب ونفتك من حنتكم"، هذا الرد جعل الدماء تغلي في عروق بوسعد وتنتفخ أوداجه غضبا، فرد قائلا: "يا التعبان هذا نادي البطولات والمنصات، هذا اللي اكثر من نص لاعبي المنتخب منه، هذا اللي يبيض ويوهكم "وجوهكم" دولياً، ما هوب ناديكم "نادي التحرير" اللي قد له ربع قرن ما شم ريحة الدوري وعايشين على أحلام الماضي"، وقبل أن يرد بوحسن واصل بوسعد هجومه الكاسح الماحق "أنت أصلا ما عندك وطنية ولا شلون تتشمت في نادي يمثل الدولة خارجيا"، هنا تدخل بوراشد محاولا أن يهدي من غضب بوسعد ويصفي الأجواء فقال "اذكر الله يا بوسعد الموضوع ما له علاقة بالوطنية السالفة كلها إلا لعبة كورة، ومحد ملزوم يحب أو يكره نادي معين كلن على هواه، وناديك مثل ما انت تحبه وتشجعه غيرك ما يدانيه مب معناتها إن اللي يكرهه خائن لوطنه". لم يعجب هذا الكلام بوسعد بل على العكس زاد من توتره فقام بهجمة مرتدة خاطفة على بوراشد "يا رجال خلك انت بس مع ناديك "نادي الريحان" اللي ما أخبر إنه خذ بطولة خارجية، ويوم فاز بالدوري بعد سنين وبنين، فاز بالحظ"، رد بوراشد مقاطعاً ومتحفظاً على رد بوسعد قائلا "حدك عاد إلا نادي الريحان هذا صاحب اكبر جماهيرية، وهذا اللي يوم كان ناديك ما عنده جمهور كان جمهوره يدك المدرجات دكاً، ويا ما لعبنا بفريقك لعبة، وخلنا ساكتين انت تدري ليش فريقك يفوز ما يحتاج نتكلم ترانا كلنا عيال قرية وكل منا يعرف أخاه". لم يتوقف الجدال أو "المعايا" عند هذا الحد فبوحسن ما زال "يضرس" على كلام بوسعد منذ البداية عن الوطنية، فقال وقد اعتدل في جلسته وشمر عن ساعديه "شدخل الوطنية في الكورة أو في الرياضة بشكل عام، يا خي أنا ما أحب الرياضة ولا ودي ينصرف عليها ريال واحد هل هذا معناتها إني اكره وطني ولا ابغي له الخير". في هذه اللحظة دخل عليهم بوحمد وبعد أن ألقى السلام ورحبوا به، بادره بوحسن بالسؤال " يا بوحمد الحين اللي ما يشجع له نادي ووده انه يخسر هل هذا الرجل غير وطني"، قال له بوحمد "أعوذ بالله من قال، هذي رياضة فيها فايز ومغلوب، والوطنية يا خوي تبين حزت الحزة، وإذا صكت الحلقة البطان يبينون لك الوطنيين من غيرهم"، وتابع قائلا "شكلكم متعايين لكن يا إخواني ترى الرياضة الهدف منها المتعة والمنافسة الشريفة والتسلية لا اكثر ولا أقل، فالواجب علينا الابتعاد عن أمور التشكيك في نوايا ووطنية الناس على مقاييس خطأ". انتهى بثنا لأحداث ما جرى في مجلس بوسعد وهو مشابه لما قد يحدث في مجالس أخرى، وللأسف اصبح مفهوم الوطنية والإخلاص للوطن عند بعض الناس يرتبط بأمور بعيدة كل البعد عن المفهوم الحقيقي للوطنية، وباعتقادي أن اللوم يقع على عاتق قلة من الإعلاميين الرياضيين، فعندما نرى بعضهم يسوقون لمثل هذه الأفكار حتى وان كانت بحسن نية، فهم بلا قصد يزيدون من حدة التعصب الرياضي الذي لا يجني المجتمع منه إلا الفُرقة والاختلاف. @drAliAlnaimi