04 أكتوبر 2025

تسجيل

شهر رمضان ماذا تعلمنا منه ؟

09 مايو 2021

ها قد بدأت مسبحة شهر رمضان تنساب حباتها حبة تلو حبة وتتلاحق الأيام حتى ينتهي هذا الشهر المبارك الذي نقضي فيه أجمل الأوقات وأسعدها بروحانية جميلة ونفوس طيبة ولقاءات تملأها المحبة. ورغم ظروف جائحة كورونا وخاصة هذا العام ووصول سلالات جديدة وخطيرة للمجتمع مما زاد في الحالات المصابة وحالات الوفاة، إلا أن أيام رمضان مرت بسلام وذلك بسبب رحمة الله عز وجل واتخاذ المواطنين والمقيمين الإجراءات الاحترازية لتجنب الفيروس. والحمد لله استطاع الناس أن يتكيفوا مع هذه الإجراءات وخاصة عدم إقامة صلاة التراويح التي تعتبر سمة من سمات هذا الشهر الكريم، حيث تزدحم المساجد بالمصلين، ويجد الكثير منهم راحة وفرصة لتصحيح مسارهم من خلال تلك الصلوات والتهجد في المساجد، والحمد لله كان هناك الكثير ممن أسلموا في رمضان سواء في المساجد أو البيوت، ولكن عدم وجود صلاة التراويح أعطت الناس فرصة للصلاة في البيوت، حيث أصبح الرجال أئمة في بيوتهم مع أسرهم مما أتاح الفرصة للجميع للصلاة في جماعة، وأصبحت البيوت تتبارك بهذه الصلاة، وتعلم الأطفال الوقوف للصلاة مع أهاليهم، كما التزم الجميع بالإجراءات وقللوا من الزيارات واكتفوا بزيارة أهلهم المقربين والالتزام بما يسمى (الفقاعة) أي من الأسرة نفسها أو الأقرب إليها. ورمضان سيذهب بعد أيام وسيعود ونأمل أن نكون متواجدين العام القادم لنسعد بلياليه وأيامه، ولا شك أننا سنخرج من رمضان وقد تعلمنا منه الكثير وأهم ما تعلمناه هو الصبر والاحساس إلى من هم في حاجة للمساعدة ويعانون من العوز وقلة اليد والجوع، وصلة الرحم وحلاوة الصلاة في جماعة وأهمية أن يكون الآباء قدوة للأبناء في ذلك. ولكن هناك الكثير من العادات التي نتمنى أن نقلل منها في شهر رمضان ألا وهي وجود الطعام الكثير الذي قد لا يحافظ البعض عليه، ويكون مصيره صناديق القمامة أعزكم الله، وإدراك أن شهر رمضان ليس بكثرة الأكل والشرب بكل بما فيه من روحانية وعبر، وإنه لابد من عدم كثرة الإسراف في الطعام، ومحاولة تقديم ما يتم إنفاقه على المساكين والمحتاجين وخاصة في هذه الظروف الصعبة لفقد العديد من العمال وظائفهم بعد خسارة التجارة وإغلاق الكثير من المصالح. وبإذن الله سيكون شهر رمضان القادم أجمل وأكثر روحانية، عندما ننتهي من هذه الجائحة التي ندعو الله عز وجل أن تنزاح عنا إن شاء الله. [email protected]