11 سبتمبر 2025
تسجيلربما يتوقع كثيرون ماذا سوف يتضمن مقالي اليوم وإن كنت أبدو متأخرة جدا عما سوف أكتبه باعتبار أن أحداث القدس الشريف وما يتعرض له المسجد الأقصى يحدث منذ زمن وليس بالأمس، لكن الممارسات الإسرائيلية التي تستفز مشاعر ملايين المسلمين في خواتيم هذا الشهر الفضيل طغت وتجبرت ولو كانت هناك عقوبة رادعة لما تجرأ الإسرائيليون على هذه الأفعال التي لم تلتفت لها أي منظمات حقوقية في العالم لمجرد أن المجني عليه هم الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة استقلاله الدامية منذ ما يقارب قرن من الزمان، استُشهد فيه أجيال وأجيال وولدت أجيال متعاقبة تحمل نفس الهم ونفس الرسالة ونفس الغاية ونفس الهدف والرؤية وأسلوب المقاومة الأعزل الذي لا يحمل معه متفجرات ولا قنابل ولا بارودا ولا سلاحا كان ولكنها أيدي الفلسطينيين الخاوية وصدورهم العارية والغضب المستعر في قلوبهم الذي يغذي تلك القوة الضاربة التي يواجهون بها جيشا مدججا بالأسلحة والدبابات والرصاص الحي والمطاطي الذي حتى هذه اللحظة لم يستطع أن يئد انتفاضة المقدسيين الذين يلمحون كل لحظة من أيام شهر رمضان المبارك جنود الاحتلال وهم يقوضون موائد الإفطار المنتشرة في باحات المسجد الأقصى ويضيقون عليهم الخناق في ممارسة شعائرهم الدينية ويمنعونهم من الصلاة فيها دون أن ينبس معظم العرب بأي حرف استنكار أو جملة شجب أو فقرة استهجان أو دعوة عبر الاتصال المرئي لعقد اجتماع طارئ لبحث مستجدات مدينة القدس والذي قد لا يؤدي في نهاية الأمر سوى الدعوة للحوار والعودة لمباحثات السلام الذي لم يكن ليتحقق وقد باتت أطراف أخرى تحشر أنفها الكبير فيه بعد التطبيع المخجل مع الكيان الصهيوني رغم عدم الدفع بعملية السلام وإقرار حق إعلان الدولتين على أرض فلسطينية عربية أجهض العرب حق الفلسطينيين في امتلاكها كاملة، وهذا التطبيع هو ما يؤجج حتى الآن المشاعر الفلسطينية تجاه مواقف العرب وتشكيكهم بأن كل ما يمكن أن يفعله هؤلاء هو المضي في القضية بحسب ما يتوافق مع مصالحهم الذاتية والوطنية ومع مصالح التطبيع سواء للذين أنهوا مسألة التطبيع أو الذين يسيرون بها باندفاع أو تحفظ لكن يبقى الموقف العربي هو الموقف الهزيل المعني بكل ما يجري في القدس اليوم وفي حي الشيخ جراح تحديدا من ممارسات تعسفية وأفعال إجرامية قوضت معاني رمضان السامية في تلك البقعة من فلسطين وعوضا عن سماع صوت مدفع الإفطار فإن أصوات الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي الذي لا يخطئ هدفه هو من بات سيد الموقف هناك ونحن أين ؟!. " علموا أولادكم أن فلسطين محتلة وأن المسجد الأقصى أسير وأن الكيان الصهيوني عدو وأن المقاومة شرف وأنه لا يوجد دولة اسمها إسرائيل " هذه الفقرة الصغيرة كان يجب أن تكون بمثابة مرجع عظيم لكل العرب والمسلمين وقد قالها رجل عظيم أيضا هو الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله لكنها كلمة يمكن أن يقال لها أيضا إنها لـ ( رجال في المقابر) فما عاد فيصل بيننا وما عدنا نربي أبناءنا على ما قاله لأننا أنفسنا أصبحنا نرى احتلال فلسطين ( قضية شائكة لن تُحل إلا بإقرار الدولتين ) وبات منا من يقر بحق إسرائيل في ( هيكل سليمان ) بالمسجد الأقصى ومن كان كيانا صهيونيا هو اليوم دولة إسرائيل التي تفتتح كل فترة سفارة لها على أرض عربية بينما يصنف معظمنا مقاومة الفلسطينيين على أنها إرهاب كامل الدلائل والبراهين، وأن إسرائيل يا فيصل هي (دولة) وأستطيع أن أكررها ملايين المرات لأنني لن أقولها عن إيمان في داخلي وإنما عن مشهد فاضح وواضح أمامي وأمام مليار ونصف مسلم وعربي !. فهل خاب ظنك فينا أيها الملك المسلم العربي الأصيل ؟!. @[email protected] @ebtesam777