27 أكتوبر 2025

تسجيل

الإفراط في الخيارات

09 مايو 2018

طلب المدير من أحد الموظفين دراسة مشروع لتطوير المؤسسة، فعكف الموظف على دراسة المشروع من جميع جوانبه، ثم قدم مقترحاته بعد عدة أسابيع، وكان المقترح يحتوي على الكثير من الخيارات يتجاوز عددها ٢٠ خياراً، كان على الإدارة الاختيار بينها، عرض الموظف جميع هذه الخيارات على الإدارة، وكان هناك الكثير من الخيارات الجيدة، مما أوقعهم في حيرة من أمرهم، فلم يستطيعوا قطع قرارهم. فطلبوا منه التفصيل في الخيارات، فقام الموظف بإضافة الكثير من التفاصيل الفنية لكل خيار، مما أوقع الإدارة في حيرة أكبر، فتم إيقاف المشروع. الخطأ الذي وقع فيه الموظف هو الإفراط في الخيارات Overchoices، مما أصاب أصحاب القرار بالارتباك، والحيرة، والتخوف من اتخاذ قرار خاطئ؛ ونتيجته عدم القدرة على اتخاذ القرار النهائي. قام أحد الباحثين بمحاولة لبيع الشيكولاتة، فقدم ٦ أنواع من الشيكولاتة استطاع بيع الكثير منها في وقت قصير، وكان الزبائن راضين باختياراتهم. ثم قام بتقديم ٣٠ نوعاً من الشيكولاتة، استغرق بيعها وقتاً طويلاً، ولم يحصل على الرضا الكامل من الزبائن لشعورهم بأنهم قد لا يكونون قد اختاروا الأفضل منها بسبب كثرة الأنواع الجيدة. طلب مني أحد الأصدقاء اقتراح وجهة ليسافر إليها مع أسرته، فاقترحت عليه ١٣ وجهة. لم يشعر صديقي بالرضا وتجاهل جميع اقتراحاتي وقام باستشارة شخص آخر. ثم طلب مني صديق آخر نفس الطلب، فاقترحت عليه ٤ وجهات مميزة، فاتخذ قراره بسهولة وسرعة، وشكرني على النصيحة. عندما يُطلب منك أن تقدم اقتراحاً، فلا تغرقه بالخيارات؛ فهذا سيجعله يقع في حيرة أكبر، بل قم بتحديد أفضلها وأنسبها، وقدم عدداً قليلاً بفروقات واضحة، فهذا سيجعله يستطيع اتخاذ قراره بثقة أكبر. وكما يقول المثل الشعبي الفلسطيني: "إذا بدك تحيره، خيره".