11 سبتمبر 2025

تسجيل

رؤية صاحب السمو لمكافحة الإرهاب

09 مايو 2017

أثارت إعجابي رؤية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حول ظاهرة الإرهاب، وذلك من خلال لقائه مع فخامة رئيس بولندا أندجيه دودا وغيره من المنتديات والمؤتمرات التي تناول فيها رؤيته حول الإرهاب الذي تفشى في العالم بصورة مروعة، وربما دفعت ضريبته الشعوب العربية والإسلامية وراح ضحيته الكثير وانهارت بسببه مجتمعات ودول، وكان لسموه رؤية شاملة حول أسبابه السياسية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية وغيرها وكيفية القضاء عليه. وربما يحتاج إلى وقت للتغيير، ولكنها تكاد تصل إلى الرؤية المستقبلية الآمنة للشعوب والمجتمعات، وتبدأ من السلطة والحكام وتحقيق العدالة السياسية داخل المجتمعات، وتوفير الدخل الاقتصادي الملائم والنهوض بالصحة والتعليم والحراك التنموي والتكنولوجي لمواكبة تحديات العصر، والانفتاح الثقافي حيث أصبح العالم في بؤرة ثقافية وجغرافية واحدة، وتتطلب تنمية بشرية وتعليمية وثقافية لمواجهة كافة تحديات العصر، وهذا ما أشار إليه صاحب السمو من خلال رؤيته ومن خلال تجربته الواقعية على أرض قطر، واتباع نهج السياسة الحكيمة في سياسته، وذلك من خلال اهتمامه في المقام الأول بالمواطن القطري ورفاهيته الاقتصادية والصحية والتعليمية، وهو محور الاهتمام من خلال تنمية العنصر البشري في المقام الأول. وبالفعل أصبح راتب المواطن القطري من أعلى معدلات الرواتب في العالم وغير ذلك من الامتيازات التي وضعها سموه من خلال رؤيته 2030 وما تم تطبيقه وتفعيله وما يطمح له سموه على المدى البعيد لشعبه ومجتمعه، وقد سعى من خلال تجربته الواقعية إلى أن تصل إلى العالم بأكمله. ولا يتم فقط وضع الأسباب الثانوية للإرهاب على أنها السبب الوحيد سواء كانت من مصالح سياسية متبادلة أو الأبعاد الدينية والمذاهب المتعددة وغيرها من الأسباب التي يتم تداولها من خلال وسائل الإعلام، ونتلاشى الأسباب الجذرية والواضحة، ثم تطرق سموه إلى جانب هام وهو الشباب والوعي الديني والثقافي لأهم شريحة في أي مجتمع، وهي شريحة تأمل في كافة ألوان الاستقرار الاقتصادي والمجتمعي. وخاصة أن غياب الوعي الثقافي والديني وانتشار الكثير من الأفكار الملوثة دينيا وثقافيا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قد أدى إلى أن راح ضحيته الكثير من الشباب وتم تغيير مجرى أفكارهم ومذاهبهم واعتقاداتهم بأفكارمسمومة، وكانوا أداة تم استخدامها في زعزعة الكثير من المجتمعات العربية. وقد تطرق لها سموه من خلال خطاباته المتعددة والتي لابد من أن تأخذ بعين الاعتبار، وربما ذلك يتطلب الآن مسؤولية القائمين على التعليم والمشايخ والكتاب والمثقفين بمتابعة الطرق الحديثة لنشر الوعي الثقافي والديني بالطرق التي تتناسب مع المتغيرات الثقافية الحالية، وتتطلب متابعتها بصورة ملائمة مع الدين والتعليم والثقافة حتى تصل إلى الصورة الحقيقية التي تحفظ بها سلامة المجتمعات بأكملها، ولوركزنا بصورة تحليلية في رؤية سموه لوجدنا أن سموه قد وضع إصبعه على الأسباب والمظاهر وحللها من كافة الزوايا التي نعاصرها الآن، وهي رؤية تحمل رسالة شاملة موجهة لكل منا بكيفية مواجهة جذور الإرهاب والقضاء عليه من خلال علمه وخبرته وحبه للوطن وللسلام المجتمعي. ونأمل من خلالها أن يعم السلام والأمان كافة الشعوب على المستوى العالمي ويتمتع الجميع بنعمة الأمن والاستقرار المجتمعي ولتكون دولتنا الحبيبة قطر وقياداتها الرشيدة نموذجا يحتذى.