01 نوفمبر 2025

تسجيل

حكومة إيران في العراق!

09 مايو 2014

يبدو مؤكداً أن الحكومة القادمة في العراق ستكون حكومة إيرانية بامتياز، الشواهد كثيرة والأسباب أشد وضوحا، وبذلك يكون العراقيون قد خسروا وجودهم الشكلي في الحكومة – أو الرمزي أو المقصود به ذر الرماد في العيون - وكذلك الأمريكان، الذين تترجم حالة ضعفهم وتراجع دورهم في الإقليم الآن وبوضوح، لمصلحة إيران في العراق وسوريا ولبنان.حقيقة تشكيل حكومة إيرانية في العراق أمر لا يتعلق لا بالانتخابات ولا بنسب التصويت التي سيحصل عليها هذا الطرف أو ذاك، بل بموازين القوى التي تشكلت عبر الحروب الجارية في الإقليم، وباتت تسمح بدخول الإستراتيجية الإيرانية للسيطرة والاحتلال ومد النفوذ، إلى مرحلة جديدة،لا تحتاج فيها إلى أنماط من المواربة في إعلان سيطرتها واحتلالها.. ولذا جرى الإعلان عن ضم العراق وسوريا ولبنان داخل الحدود الدفاعية الإيرانية، في المرحلة الجديدة ستذهب عوامل الحرب واستخدام والقوة والتهديد بها عبر نشاط الميلشيات الإيرانية الفاعلة في الدول العربية إلى نطاق استراتيجي جديد ينصب أغلبه باتجاه الأردن ودول الخليج وربما تركيا، بعد إكمال السيطرة والتطهير الديني والعرقي في الدول العربية التي جرت السيطرة عليها، ومن ثم يبدأ مد النفوذ ويجرى القيام بأعمال تخويف وإنهاك لبقية الدول العربية الأخرى في آسيا في المرحلة، الحكومة القادمة في العراق بل وفي سوريا ستكون حكومات إيرانية وحكومات حربية أيضا.المالكي تحدث عن حكومة إيرانية في العراق، حين قال إن القادم هو حكومة أغلبية سياسية ستتشكل من حزبه وحلفائه من داخل البيت الشيعي، وكلام المالكي عن حكومة الأغلبية لا علاقة له بما تحدث عنه بشأن المناكفات وعدم الإنجاز خلال حكومته السابقة، بل هو مرتبط بإستراتيجية من عينوه أصلا في حكم العراق، هو يعلم – وهو جزء من تلك الإستراتيجية - أن إيران لم تعد بحاجة لأن تلعب ذات اللعبة التي لعبتها بعد الانتخابات الماضية، حين اضطرت لبذل الجهد لخداع العراقيين - والسنة والأكراد منهم خاصة - وكذا لم تعد مضطرة للدخول في شراكة مع ممثلي الاحتلال الأمريكي في العملية السياسية في العراق بذات النسبة والوزن الذي اضطرت له سابقا.المالكي يدرك طبيعة التغيير في القدرات الأمريكية في العراق، وتصريحاته تأتي مرتبطة بتصريحات ومواقف وأفعال إيرانية، لقد بدأت حكاية المرحلة الجديدة في الإستراتيجية الإيرانية، بإعلان أحد قادة الحرس الثوري بأن إيران هي من أبقت الأسد في الحكم، وهو ما جاء إعلانا بأن إيران هي من يحكم سوريا باعتبارها من أبقى الأسد على كرسيه ولأنها من يسيطر على الأرض عبر ميلشياتها، وتطور الوضوح في الموقف والإستراتيجية الإيرانية أكثر بحديث رحيم مشائي المستشار العسكري للمرشد خامنئي –قائد الحرس الثوري السابق - عن أن حدود إيران ليست هناك على الحدود العراقية، بل هي ممتدة إلى البحر المتوسط وجنوب لبنان.جاء كلام مشائي إعلانا بعدم وجود دول مستقلة أو ذات سيادة اسمها العراق أو سوريا أو لبنان، وضمن ذات القراءة وعلى خلفيتها أصر أفراد مجموعة المالكي على القول بأنهم قصفوا قافلة تموين للقاعدة كانت تسير على الأراضي السورية في طريقها للعراق.. أصروا على القول بأن القصف جرى في داخل الأراضي السورية ليقولوا إن لم يعد هناك حدود سورية تفصلها عن العراق. ومن ضمن الشواهد أيضا، ما ورد على لسان المالكي من شن للحرب على السعودية وقطر،وهكذا كان منطقيا أن يقوم المالكي بزيارة لإيران لتحديد اسم الحاكم القادم للعراق، وأن يسبقها حديث المالكي عن حكومة أغلبية تتشكل منه وحلفائه.كلام المالكي ليس إلا عنوانا لدخول العراق مرحلة جديدة، يعيش خلالها تحت حكم إيراني دون مواربة، والمالكي يجد نفسه بغير حاجة لإخفاء سيطرة إيران على السلطة والدولة والمجتمع العراقي بشكل مباشر.القادم في العراق حكومة إيرانية واندفاعة حربية باتجاه حصار ما تبقى من الدول العربية في آسيا.