13 سبتمبر 2025
تسجيلفي كل مرة يتجرأ اليهود على المسجد الأقصى ثم يواكبون عدوانهم الآثم مع العدوان على قطاع غزة معقل المقاومة الفلسطينية التي تنطلق صواريخها في محاولة لإثبات أن لكل فعل هناك ردة فعل ولكل هجوم لابد أن تكون هناك مقاومة ودفاع يقف العرب المواقف التي بات يعتادها الفلسطينيون ما بين مندد ومنكر ورافض، وقد بدأ هؤلاء بالتناقص للأسف وبين صامت لا يعلق شيئا وهو موقف الحياد الذي يشابه التأييد لما يحصل هناك وبين مراوغ يطالب الطرفين بوقف العنف رغم أن الواضح يقول بأن إسرائيل معتدية دون وجه حق وأن الفلسطينيين طرف معتدى عليه ويحق له المقاومة والدفاع عن النفس، ولا تعد هذه المقاومة عنفا في أي مصطلح كان لأن ما يجري اليوم من اعتداءات دموية من قبل الإسرائيليين الذين يمارسون أشد أنواع الاضطهاد والهجوم غير المبرر على جموع المصلين والمرابطين في مسجدهم المبارك ردا على السياسة غير المقبولة التي قام بها الإسرائيليون فيما يسمى بعيد الفصح اليهودي ومن تشويه لقيمة هذا المسجد الذي يمثل وصاية الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بوجوب المحافظة عليه وحمايته لا سيما وأن به قبة الصخرة التي عُرج بالنبي الكريم منها للسماوات العلا في رحلة تعد إحدى معجزات نبينا العظيم سميت برحلة الإسراء والمعراج، ولذا يعد المسجد الأقصى قيمة إسلامية عظيمة لدى المسلمين ليس من السهل أن يتم التنازل عنه أو المماطلة في حمايته مما يتعرض له ضمن الطقوس اليهودية غير المقبولة لدى المسلمين بشكل عام ناهيكم عما يمثله هذا المسجد المبارك لدى الفلسطينيين لا سيما في شهر رمضان المبارك حيث يؤدي الآلاف صلواتهم فيه وفي باحته في مشهد يهتز له الإسرائيليون ويعجبون من الصلابة التي يبدون عليها وهم يرابطون ويدافعون ويصلون ويدعون في صلواتهم على تلك القوات الإسرائيلية المتمركزة أمامهم دون جزع أو خوف ومع هذا فإن العالم العربي والإسلامي لا يستطيع أن يحرك ساكنا ملموسا أو يتوحد على موقف المندد وهو ما بات أيضا موقفا لا يخرج إلا من الدول التي تعرف قيمة الأقصى وليس بإمكانها أن تفعل شيئا وهي متفرقة ليس معها أحد ولذا يبقى التنديد الموقف الوحيد العربي المعبر عن الرفض لكل ممارسات إسرائيل اللا إنسانية وبات هذا الموقف للأسف الشديد يظهر بصورة قليلة من الدول الحرة التي لازالت تستطيع أن تعبر عن مواقفها الرسمية المعلنة ولا تخشى من أن ترفض كل ما تفعله إسرائيل في فلسطين. وتعلم تل أبيب بهذه المواقف لكن في المقابل فإن هناك مواقف عربية لا تزال تلتزم الصمت أمام هذا العدوان الإسرائيلي الجائر الذي يحصد الأرواح الفلسطينية البريئة والاعتقالات غير المعدودة من صفوف الفلسطينيين الذين يقاومون احتلالا جثم على قلوبهم لأكثر من 73 سنة وكل يوم تمارس إسرائيل جرائمها دون أن يطرق بابها تنديد دولي واحد يمكن أن تهدأ بعده ضاربة عرض الحائط بكل قرارات التسوية التي أقرتها الأمم المتحدة في إقامة دولتين رغم أنه قرار ظالم أيضا ولكن ماذا نقول أمام صلف إسرائيل ومن يقف سندا لها ووراءها للأسف الشديد خصوصا مع ارتفاع موجة التطبيع العربي الإسرائيلي فإن المواقف العربية التي نراها اليوم مع كل هجوم إسرائيلي وممارسات لا إنسانية لقواته ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى الذين يزعمون كذبا أن هيكلا مقدسا يهوديا مدفونا تحته ولذا يهددون في كل مرة بحفر أساسيات المسجد لاستخراجه تتباين رغم أنها يجب أن تتوحد فالتنديد اليوم بات موقفا يعتد به عوضا عن الصمت ومطالبة الفلسطينيين بأن يوقفوا عدوانهم وليس العكس للأسف!.