17 سبتمبر 2025

تسجيل

زمن ما قبل كورونا

09 أبريل 2020

كان في بيتنا "دجة" أو دكة خارجية للجلوس عليها في الليل؛ حيث الهدوء التام والسكون الجميل، ومعظم بيوت أهل قطر كانت تحتوي على "دكيك"حيث لم يكن الضيق معقولاً والمساحات خالية والفضاء واسع. بالإضافة إلى المجلس بالطبع. تلفزيون أرامكو أدخل وعياً جديداً، فلم يكن في المنطقة سوى تلفزيون الكويت وكان إرساله ضعيفاً ونادراً ما يكون واضحاً ومستمراً، حين كنا نتشوق لمسلسل "أبو جسوم" الشهير في تلك الأيام. أما تلفزيون أرامكو من الظهران فكان من الممكن مشاهدته بشكل شبه منتظم، وكان حقيقة على قدر من التخطيط الواعي لثقافة المنطقة وكانت جميع أفلامه مدبلجة تماماً باللغة العربية، كما أنه ذو أجندة ثقافية؛ فهناك برنامج "زاوية الكتب" لإسماعيل ناظر، وهناك "بابا حطاب برنامج للأطفال، وهناك أيضا المصارعة الحرة التي امتلكت قلوب الكبار"الشيبان" في ذلك الوقت وكأنهم ملوا من دعة الحياة وسكونها ويريدون استرجاع أيامهم الأولى في مصارعة البحر بحثاً عن اللؤلؤ، من كثر ما كانوا حريصين على متابعة المصارعة الحرة، ومازلت أذكر أسماء بعض مذيعي ذلك التلفزيون وهما عيسى الجودر من البحرين وعثمان الورثان من السعودية. أيضا كان نجومنا في تلك الأيام فريد شوقي وأحمد رمزي ومن ثم رشدي أباظة، وكان احدانا يخبر الأخير إذا ما استعلم عن موعد لعرض فيلم لفريد شوقي، ليقوم بإصلاح الأريل "الهوائي" وتوجيهه الوجهة السليمة ليتمتع بمشاهدة مثيرة وممتعة تمتص انفعالاته الداخلية، ليستلقي في فراشه ساكناً مستسلماً للحظات من النوم الهانئ. ولم يكن يمر وقت طويل حتى نظفر بعزيمة أو يقيم الوالد عزيمة، كان ذلك سلوكاً حميداً؛ فهناك العائد من السفر وهناك الحاج الراجع من البيت الحرام، وهناك الوافد الجديد، وهناك من رزق للتو بولد وهكذا. [email protected]