14 أكتوبر 2025

تسجيل

لم نعد أشقاء يا مرزوق !

09 أبريل 2019

يبدو أن قَدَرَ دول الحصار أن يُصابوا بالأسى والحسرة على ما تحققه قطر من إنجازات على كافة المستويات، فها هي هذه الأيام تستضيف قطر اجتماعات الجمعية العامة الـ 140 للاتحاد البرلماني الدولي وتُنتخب رئيساً له بعد توافق أعضائه على الدور الكبير الذي تقوم به قطر على المستوى البرلماني في العالم. ومن اللافت أن قطر التي تستضيف اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي التي افتتحها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بحضور وفود من أكثر من 160 دولة وعلى رأسهم ثمانون رئيس برلمان وأربعون نائباً للرئيس وأكثر من 800 برلماني، وهو عدد كبير للغاية يؤكد حرص هذه الوفود على مناقشة العديد من الملفات المهمة التي تتناول العديد من القضايا المهمة في العالم، وهو أيضاً ما يؤكد على مكانة قطر وثقة العالم الحر بدورها الداعم لكافة القضايا التي تعانيها شعوب العالم ومدى سعيها الدائم لدعم الاستقرار والأمن الدولي. ولعلّ ما تمر به المنطقة من ظروف تكاد تعصف بها في ظل استمرار الحرب الظالمة ضد اليمن والوضع الإنساني المتدهور فيها بالإضافة إلى المآسي التي مازالت رحاها دائرة في سوريا وكذلك الوضع المتأزم في ليبيا والجزائر والسودان، كل هذه الأزمات تأتي في إطار ما تتباحثه هذه البرلمانات بضرورة محاربة الفقر والأمية والبطالة وغياب التنمية حتى يمكن لكل شعوب العالم ألا تقع في أتونها عبر أنظمة سياسية تؤمن بالإنسان كنواة أساسية وفاعلة لبناء مجتمع حر ينطلق من خلال تشريعاته الكافلة لحقوقه في المقام الأول. ومن المؤكد أن الدول الغربية سبقتنا كثيراً في تجربتها الديمقراطية وشكّلت برلماناتها القوة الداعمة لحقوق مواطنيها الذين بدورهم مارسوا حقهم في الاقتراع والمشاركة في انتخاب أعضائهم الممثلين لهم للمطالبة بتلبية احتياجاتهم كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، لذلك فمن الطبيعي أن يشعر المواطن العربي بخيبة الأمل أمام ما يراه من تكافل وتكامل في هذه الأنظمة في حين أنه يُكابد من أجل نيل حقوقه إما بالثورات أو بالعمل كمعارض لنظامه في الخارج، وهي الحالة الوحيدة التي لا نراها إلا في مجتمعاتنا العربية رغم أن ذلك لا ينكر على بعض منها ما حققته برلماناتها بعض الشيء من مكاسب لا شك بأنها لا تمثل سقفها الأعلى من الديمقراطية، إلا أننا ما زلنا نعاني وللأسف من هيمنة حكوماتنا العربية على القرار واعتبار المناقشة فيه تعديا على السيادة الوطنية !!. نأمل أن يستفيد البرلمانيون العرب من تجارب الدول التي سبقتهم في العمل البرلماني وأن يعوا جيداً بأن المناصب لا تدوم وأن تحقيق طموحات وأمنيات شعوبهم هي الباقية وستزيد من رصيد وطنيتهم وتحلّيهم بالأخلاق الإنسانية والبرلمانية الحميدة. فاصلة أخيرة مع كل المحبة والتقدير لسعادة مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي وتعليقاً على كلامه المنمّق " اللي يدش القلب " ووصفه قطر بأنها إحدى اللآلئ الست الخليجية، إلاّ أننا نعارضه على وصف الدوحة بأنها شقيقة للرياض وأبوظبي والمنامة، لأن من يغدرون في جارهم ويسعون لخرابه والتحريض عليه ليسوا بأشقاء، فنحن قطعنا العرق الذي يجمعنا بهم منذ الخامس من يونيو لعام 2017 واكتفينا بشقيقتينا الكويت وعمان. [email protected]