16 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن فـي ذمة الخليج !

09 أبريل 2019

بالأمس وبينما كان العرب يحتفلون بدحر حفتر وقواته الآثمة عن مشارف طرابلس وصدها عن احتلال العاصمة الليبية كانت هناك مجزرة تحدث في جنوب الجزيرة العربية حيث ذهب ضحيتها ما يزيد على 11 طالبة يمنية في المرحلة الابتدائية في غارة للتحالف السعودي الإماراتي الآثم على مدرسة للطالبات في وسط العاصمة اليمنية صنعاء وإصابة العشرات من التلميذات والمدرسين والعاملين فيها. ومن المؤسف أن هذه الجريمة والتي لا تعد الأولى لهذا التحالف المجرم داخل الأرض اليمنية لم تجد صوتاً مستنكراً هذه المرة !.. فالتحالف السعودي والذي دأب على مثل هذه الغارات غير المدروسة والتي يذهب ضحيتها الأبرياء في كل مرة دأب أيضاً على الإتيان بمبررات غير مقنعة لمثل هذه الجرائم مثل أن هذه المدرسة كانت بقرب مقر لتجمع حوثي عسكري أو مخزن أسلحة أو ما شابه من الأعذار غير المسؤولة التي اعتادت قيادات التحالف، أو المتحدثون الرسميون له أن يسوقونها في كل مرة يسقط مثل هؤلاء الصغار الذين لم يعيشوا بعد الحياة التي كانوا يحلمون بها !. فإلى متى سيستمر هذا التحالف الذي قام على كذبة إعادة شرعية مرتهنة هي الأخرى داخل أحد قصور الرياض وممثلة للأسف في شخص رئيس مهزوز مثل هادي لا يستطيع حتى حكم بلاده من على بُعد عقب استحالة دخولها عن قرب ؟!. إلى متى ستظل الرياض وأبوظبي تقرعان كؤوس تحالفهما الآثم في اليمن والذي لم يولِّد سوى الخراب والدمار لأهل اليمن وبنية بلادهم التحتية، وإعلان اليمن بلاد مجاعة كأسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث؟!. إلى متى سيظل هذا العدوان قائماً في أرض لا تملك قوت عيالها ولا حتى الأمان الذي هو من حق أي شعب الآن ؟!. هل من المعقول أن تتصرف السعودية بهذا الجبروت ولا يملك أحد من القانون الملزم لإجبارها على إيقاف عدوانها الصارخ على جارتها اليمن، أو أن توقف الإمارات عن ممارسة إدارتها لجنوب اليمن وكأنه إمارة ثامنة تضاف لإماراتها السبع ؟!. وهل يعقل أن ترتكب كل هذه المذابح اللا إنسانية والتي لا تمس الحوثيين بأي خسارة بشرية أو مادية ولا تجد السعودية من ردود الأفعال المستنكرة حولها ما يجبرها على إيقاف كل هذا العدوان ؟!. نعم تابعنا تلك الأصوات الدولية المستنكرة لاستمرار الرياض في قيادة هذا التحالف الذي لم يعمل يوماً على تحقيق ما خدعنا فيه وتنفيذ أسبابه وهي عودة شرعية صورية له وتابعنا مواقف بعض الدول الأوروبية من وقف بيع صفقات أسلحة للسعودية بعد تفجر قضية اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي رحمه الله وانتباههم المتأخر لقضية سياسة التحالف الدموية في اليمن وربطها بقضية خاشقجي على أنهما نتيجة سياسة رعناء من الرياض ومن ولي العهد السعودي تحديداً الذي وعد يوماً بانتقال المعركة إلى داخل أراضي إيران فإذا بالحوثيين يستحلون حده الجنوبي ويأسرون عددا من أفراد وقيادات جيشه ويحتلون مواقع عسكرية من نجران وجازان ويجد هو نفسه في (وهقة ) أمام شعبه الذي ( يهايط ) بشيلات النصر وأغاني الفوز والظفر ويحلم من خلالها أن إيران باتت خانعة وخاضعة وتسير وفق أهواء السعودية ورغباتها ومستمر بكل هذه الجرائم في اليمن وسط ما يمكن أن تسمى بمباركة دولية ولا شك أمريكية مهما تداعت الأصوات من حولنا باستنكار عمل التحالف في اليمن ولكن من عليه أن يعقد صفقات الأسلحة المليارية مع واشنطن إن كنا ننتظر من واشنطن نفسها أن توقف الحرب في اليمن ؟!. لذا يجب أن نجد حلاً خليجياً وعربياً تجاه العدوان على اليمن وإجبار كل هذه الأطراف بالتوقف الآن قبل أن تستيقظ اليمن على أشلاء من ما تبقى من شعبها وبقايا مدمرة من البقية الباقية من أرضها وأهمها ألا نخسر أنفسنا بعد هذا كله فلا نملك حينها حتى أن نستنكر إن كنا نفعل ذلك الآن بإحساس!. فاصلة أخيرة: اليمن في ذمة الخليج قبل أن يُحشر في ذمة العرب والمسلمين !. [email protected]