28 أكتوبر 2025
تسجيلكلها أيام ويبدأ العرس الديمقراطي لانتخابات المجلس البلدي.. وها قد بدأت بشائره في الظهور.. صحيح أن هناك انتقادات كثيرة حول دور المجلس البلدي، من حيث الاختصاصات والصلاحيات، إلا أنها تظل ممارسة ديمقراطية، يجب استيعابها وهضمها.. كما أنها فرصة للتدريب في حال إنشاء برلمان منتخب مستقبلاً ..علاوة على أنها وقفة مشرِّفة لدولتنا الحبيبة أمام الرأي العام العالمي.. وبما أن دولة قطر تتميز بخاصية عن الكثير من الدول العربية والخليجية، بأنها دولة الشباب، وذلك ابتداءً من أميرها - حفظه الله - ومروراً بأغلب القيادات وفي أكثر المجالات، وهذا هو سر انطلاقة دولة قطر بهذه القوة في كافة المحافل والميادين؛ بسبب روح وعنفوان الشباب اللذين تتمتع بهما. وعليه فإننا نتمنى أن نرى وجوهاً جديدة في انتخابات المجلس البلدي من فئة الشباب؛ لتكتمل الدائرة بأسلوب سلس، ولإعطائهم فرصتهم لإثبات دورهم في مجتمعهم، وليتعلّموا من هذه الانتخابات مفهوم وأساليب الديمقراطية، التي هي النواة التي سوف تتكئ عليها الدولة لبناء مستقبلها على أيدي أبنائها.. نأمل من الذين كان لهم شرف العمل في المجلس البلدي لأكثر من دورة التنحي طواعية وإعطاء الفرصة للشباب، لا أن نزاحمهم ونفوت عليهم هذه الفرصة الذهبية التي طالما انتظروها.. في الحقيقة إن دور العضو بحاجة إلى الكثير من الجهد والطاقة، وحيث إن الدولة لديها استراتيجيتها في كافة المجالات فإن الدور ينحصر في المتابعة والنصيحة والتطوير، وأن يكون العضو حلقة وصل بين أهالي منطقته والأجهزة الحكومية المختلفة. ومن جانب آخر حبذا لو أن اللجنة المنظمة للانتخابات تتيح للمرشحين الفرصة لممارسة الديمقراطية على أصولها، من حيث أسلوب الترشيح وعرض البرنامج الانتخابي بشكل محترف.. فهذه أجواء يطلق عليها العرس الديمقراطي الذي يجب أن تمارس فيه كافة الوسائل المباحة في الترويج عن الذات، ويعكس للناخبين عقلية وشخصية المرشحين. وكم هو مؤلم الأسلوب المتبع حالياً من قبل بعض المرشحين، وبخاصة القدماء منهم في الذهاب إلى الناس في بيوتهم ومهاتفتهم طوال اليوم لإحراجهم وإجبارهم بشكل أو بآخر لترشيحهم.. فيكون المطعون والمغدور به هنا هو الوطن والخائن هو الناخب، الذي فضل الاختيار الذي في غير محله.. فهل يتنازل الأعضاء الذين أخذوا فرصتهم لأكثر من دورة، ويقدمون على أنفسهم إخوانهم من الشباب ليأخذوا دورهم بل ويساندوهم .. في بلد الشباب!؟ ولا مانع أن يتعاونوا معهم كمستشارين أو غير ذلك، فالمهم هو الوطن والمجتمع..أليس كذلك؟ وفق الله الجميع.