31 أكتوبر 2025
تسجيلالعرب هم شعب سامٍٍ. هذا بإجماع كافة المؤرخين. لفظ “العرب” هو نص آشوري معروف منذ القرن 9 ق. م. اليهود ليسوا ساميين.. هذا ما يُجمع عليه علماء اللغة والمؤرخون. إسرائيل تدّعي بـ “سامية” اليهود.. ولذلك اخترعت الصهيونية وتمثيلها السياسي المتمثل في الكيان: مفهوم “العداء للسامية”! التهمة الجاهزة لإلصاقها بكل من ينتقد سياسات الكيان. والأساطير والأضاليل الصهيونية! هذه الحركة وتمثيلها القائم. ولإحساسهم الداخلي المنزرع في رؤوسهم بحقيقة تزوير مقولاتهم. يخافون بل يرتعبون من مواجهتهم بالحقائق الساطعة والواضحة.. وضوح شمس النهار الصيفي. يحاولون وبكل الوسائل القذرة: منع الحقائق حتى من خلال سنّ القوانين في الدول الحليفة. أوروبا سنّت قانون “غيسو” لمنع التشكيك بـ “الرواية الصهيونية عن الهولوكوست” تحت طائلة السجن سنوات طويلة! عتّموا على روجيه غارودي وغيره وما يزالون! لا يجد الأخير وسيلة إعلامية واحدة تنشر له ولا حتى دفاعه عن نفسه! هذه هي ديمقراطية أوروبا “العريقة”. وهذه هي “ديمقراطية” الكيان التي يتغنى بها حلفاؤه! الساميون: هم من ينتسبون لسام بن نوح. وعادة لفظة السامية تنطبق وفقا لعلماء اللغة على القبائل التي سكنت في شبه الجزيرة العربية. وفي بلاد الرافدين (العراق القديم) وفي المنطقة السورية(التي أصبحت فيما بعد سوريا. لبنان. فلسطين. الأردن).شمال إفريقيا. أطلق كذلك على سكان المنطقة الأخيرة اسم “الكنعانيين”. اليهود. عام 70 م طردهم الرومان من فلسطين إلى أوروبا . وشتتوهم في كل بقاع العالم. وجاء فيما بعد ما يعرف بـ “الشتات اليهودي العام”.(محمد خليفة حسن. اليهود وفكرة العداء للسامية. الجزيرة نت 22. 12. 2004). “العداء للسامية” هي فكرة حديثة نسبيا. اخترعها اليهود الأوروبيون رسميا في القرن التاسع عشر. أول من كتب حول المفهوم (وفقا للمؤرخ برنارد لازار في كتابه المعنون بـ “اللاسامية.تاريخها وأسبابها”)الصحافي الألماني ولهلم ماد في كتابه المعنون بـ”انتصار اليهودية على الجرمانية”وكان ذلك في عام 1873. يخلص لازار في استعراضه لهذا المفهوم إلى نتيجة تقول:”إن خاصية المماحكة لدى الطوائف اليهودية أعطت ذرائع سهلة للعداء لليهود. لقد توارت تلك الطوائف خلف سياج.. اعتقد أفرادها أنهم مشربون بخاصية استثنائية.. اليهودي يفخر بامتياز توراته. حتى أنه يعتبر نفسه فوق وخارج بقية الشعوب... لقد اعتبر اليهود أنفسهم “الشعب المختار” الذي يعلو على كل الشعوب. وتلك خاصية جميع الشعوب الشوفينية” (روجيه غارودي. قضية إسرائيل والصهيونية السياسية. دمشق.1984). يتقاطع مع هذا التفسير أيضا المؤرخ: غوستاف لوبون في كتابه القيّم “مملكة الخزر وميراثها. القبيلة الثالثة عشرة”. استغلّ المفكّرون الصهاينة هذا المفهوم أبشع استغلال! حاول ليو بنسكر تصويرها على هواه: “اليهود غريبون عن كل الشعوب التي يعيشون بينها.إنهم مطاردون في كل مكان.انسجامهم مع الشعوب يستحيل تحقيقه..الخ”. جاء من بعده هرتزل ليوظف هذا المفهوم من أجل خدمة الهدف الذي رسمنته الحركة الصهيونية بكل تفاعلاته وهو:إنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين!بالتالي يمكن الاستنتاج:حرص هؤلاء المفكرين على تعميق هذا المفهوم. كخطة مهيئة للطرح الابتزازي: بضرورة مساعدة أوروبا والعالم لليهود: لإنشاء دولتهم في فلسطين! هذه الفكرة /الهدف تفاعلت في أوروبا بين رفض من طوائف يهودية أوروبية وأمريكية كثيرة لها. وللخطة الصهيونية بإنشاء “دولة اليهود”. تفاعلت الفكرة أيضا بين مفكري العصر من اليهود: ويقول اليهودي الديانة المفكر كارل ماركس: “اليهودية استمرت بفضل التاريخ لا رغما عنه.. ولذا فإن تحرير اليهود يعني تحرير المجتمعات من اليهودية”. مظاهر تفاعل الفكرة تمثلت أيضا في: دعوات يهودية كثيرة. للاندماج في المجتمعات. ودعوات من بعض مفكري العصر من غير اليهود. لذلك فـ لينين يعتبر(أن فكرة “الأمة اليهودية” هي أيضا فكرة رجعية المحتوى. وحل المسألة اليهودية يتمثل في اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون بين ظهرانيها”. وتفاعلت في حوار صهيوني داخلي عن مكان إقامة الدولة:الأرجنتين..الكونغو. أم كندا. أم موزامبيق وغيرها.وأيضا تفاعلت في الكثير من التساؤلات الأخرى التي حددتها عوامل كثيرة: اقتصادية. سياسية.التحالف مع التوجهات والمصالح الاستعمارية. ومن أهم من عبّر عنها مؤتمر الدول الاستعارية تحت اسم”كامبل بنرمان” عام1907. كل ذلك ينفي: الارتباط الروحي لليهود بفلسطين. ويبين التضليل في الأساطير الصهيونية مثل”أرض الميعاد” و “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” وغيرها..فـ “ الحاخامات اليهود خافوا من التاريخ اليهودي أكثر من خوفهم من التاريخ العام.. حتى عندما ظهر أول كتاب عن هذا التاريخ- تاريخ ملوك فرنسا والملوك العثمانيين- في القرن السادس عشر جرى منعه. وحظرته السلطات الحاخامية العليا في شرق أوروبا ولم يظهر ثانية إلا في القرن التاسع عشر” (إسرائل شاحاك. التاريخ اليهودي..الديانة اليهودية.. وطأة ثلاثة آلاف سنة.بيروت.1995). لقد حاولت الصهيونية ووليدها: إسقاط مفهوم كانت هي من اخترعته. وحرصت وتحرص على ترويجه لـ ثلاثة أهداف. الأول: إلصاق السامية بـ اليهود عنوة بما يعنيه ذلك من تثبيت مفاهيم زائفة وتضليلية أخرى مثل “ القومية” و “الأمة” و “الشعب” اليهودي. الثاني: تثبيت “العداء” لليهود من خلال “العداء السامية”!الثالث: إذا تم اعتبار اليهود “قومية” فمن الطبيعي والحالة هذه توضيح:”عدالة مطالبتهم” بـ “وطن قومي “ لهم في فلسطين! يحاولون أيضا إلصاق تهمة “العداء للسامية” بـ العرب! ناسين أو متناسين الحقائق التاريخية. ومن أبرزها: أن العرب هم أصل السامية ولا يمكن لشعب أن يكون عدوا لنفسه!أن لا علاقة لليهود بـ”السامية” لا من قريب أو من بعيد (د.عبدالوهاب المسيري. موسوعة الصهيونية وإسرائيل. المجلد الثاني. دار الشروق. القاهرة.1999. ومصادر أخرى كثيرة أيضا.. منها المصدر الأول في المقالة). سامية العرب مثبتة تاريخيا بالمعنى العلمي أما اليهود فلا يمتون للسامية بصلة. صحيح أن عربا أقلاء عاشوا منذ نشأتهم في فلسطين وهم يعتنقون الديانة اليهودية.. هؤلاء ساميون لأنهم من العرق العربي وليس لأنهم يهوديي الديانة! يؤكد مؤرخون مثل توينبي وغيره (و ما أكثرهم! ومنهم يهود: غوستاف لوبون وغيره): أن يهود اليوم لا علاقة لهم بيهود الزمن القديم. هذا دليل إضافي على صحة ما نقول. الحركة الصهيونية حريصة على: تعميم مفهوم “العداء للسامية”على مستوى العالم. تكريس اليهود كـ “شعب سامي”.الترويج بأن العرب “معادون للسامية”!الترويج لـ:”أن العرب يضطهدون اليهود” وأنهم “ اضطهدوهم تاريخيا”! التاريخ يثبت بما لا يقبل مجالا للشك: أن اليهود عاشوا ويعيشون في المجتمعات العربية مثل كل الطوائف والمذاهب والأعراق والإثنيات الأخرى وعلى قدم المساواة. أن العصر الذهبي لليهود كان في الأندلس إبان الحكم العربي- الإسلامي لها. أن الكيان هو الذي اقترف ويقترف الأساليب القذرة لإجبار اليهود في الدول العربية على الهجرة إلى كيانه ومن أبرز العمليات الإرهابية: تفجير سفينة مهاجرين يهودإل فلسطين.سفينة فرنسية تحت اسم ”إشتيا” في عرض البحر عام 1939 لكسب التعاطف الدولي مع قضيتهم! تفجير كنيس مسعودة في بغداد عام 1950. فضيحة لافون في القاهرة عام 1954. التهديدات التي يتلقاها يهود الدول العربية من أجل الهجرة.. وما خفي كان أعظم.. مثلما يقول المثل! إن علماء التاريخ العمالقة يؤكدون: أن لا وجود لآثار يهودية في فلسطين. وأن “لا ارتباطا روحيا لليهود بأرضها” وأن: من عاش في فلسطين هم الفلسطينيون الكنعانيون العرب.. من أبرز المصادر. مؤلفات: كاتلين كينون في كتابها ”علم الآثار في الأرض المقدسة”.بيتر جيمس قي كتابه”قرون الظلام”.توماس تومسون في كتابه”التاريخ المبكر للشعب الإسرائيلي”.غوستاف لوبون في كتابه”تاريخ الحضارات الأولى “..أرنولد توينبي... وكثيرون آخرون.