26 أكتوبر 2025

تسجيل

التمرد والقانون

09 أبريل 2015

لا نختلف بأننا جميعاً نسعى لتحقيق السعادة مهما كلفنا ذلك رغم أن السعادة لا تكلف الكثير وليست بضاعة تعرض وتشترى فليس كل غني سعيدا وليس كل فقير شقيا ولكن معظمنا يطلب السعادة بالشكل الخطأ ومع هذا لن أدعي ولن يستطيع أحد منا أن يدعي بأنه دائماً سعيد.في منهج الحياة قلت بأنها ترتكز على ثلاثة أمور العقل والروح والنفس متى ما سار هذا الثالوث في طريق متساو فلاشك أننا نسير وفق منهج السعادة ولن أطيل هنا لأنني تطرقت له كثيراً في مقالات سابقة ولكن هذا المنهج يحتاج لعلاقات تساعده في السير وتكون عوناً له وتساهم في الاستمرار في هذا الطريق وتلك العلاقات ترتكز هي الأخرى على مثلث لابد من العمل عليه ليستمر منهج الحياة.ذلك المثلث في قاعدته العلاقة مع النفس والعلاقة مع الناس وفي هرمه العلاقة مع الله ومن دون العلاقات الثلاث تلك لن تجد للسعادة طريقا ولنعد لقصة يوسف التي هي محور حديثنا لنجد أنه كان يجيد التعامل مع تلك العلاقات فرغم كل ما حدث له وكل تلك المكائد والأحداث إلا أنه تمسك بعلاقته مع الله وعلاقته مع الناس وعلاقته مع نفسه فلم تتأثر بتأثير الأحداث ولم تتغير بتغير المكان والزمان والمجتمع حتى مع كيد أقرب الناس له إلا أنه تمسك بهم ولم يعاملهم بالمثل والقصة فيها شواهد عديدة لن أعيد تكرارها.صدقوني طريق السعادة لن يكون سالكاً إلا بعلاقة متينة مع الله مقياسها الحلال والحرام الذي هو الحد الفاصل بين السعادة والشقاء والعلاقة مع النفس لابد أن تبنى على المصارحة والشفافية الصادقة والتأنيب المستمر والحديث الهادئ والمراجعة الدائمة وهو حديث الصفاء الذي لا يمكن أن يكذب والعلاقة مع الناس هي الأخلاق بما فيها من صدق وأمانة وإحسان وتلك بلاشك هي قوانين الفطرة التي فُطِرنا عليها فلا سعادة في هذه الدنيا بدون تلك العلاقات ولا يقوم منهج سليم في هذه الحياة إلا بقواعد وقوانين لابد أن نسير عليها ولابد أن نعرف أن الحياة ليست عبثاً وليست صدفة وليست دهاءً بل قوانين وأسس هناك من يجيدها وهناك من يفتقر إليها وهناك من يسير عليها بغير علم.وعلينا أن نعلم أننا لسنا جميعاً نملك الإرادة لنكون قادرين على تطبيق كل ذلك وهناك عوامل نقص هنا وهناك وتختلف من شخص لآخر ولكنه الاجتهاد في العمل والنية قدر المستطاع لنكون في ذات الإطار بعيداً عن التمرد فالقوانين تحترم من يحترمها وتحارب من يخرج عنها فالحياة قانون ومنهج خلقنا لنكون في إطاره ومن شذ فقد شذ في النار فالعلم تطبيق والعمل نتاج والثمر يزرع ويقطف ولابد أن نؤمن بأننا نسير وفق علاقة جدلية والحكيم من عرف كيف يجادل الحياة.