16 أكتوبر 2025

تسجيل

متى نُعَلِّم أطفاَلنا القراءة ؟

09 أبريل 2014

تعد تربية الطفل ذات أهمية بالغة و ذلك لأن الطفولة تمثل المرحلة الأولى في بناء الأسس الأولية للشخصية و هذه الأسس يتم بناؤها على مراحل فيميل الشخص للبناء أو الهدم أو ميله للنظام أو الفوضى أو ميله للحب أو للكراهية ... فهذه كلها تتكون بذورها في السنوات الأولى من حياة الطفل .ومن أهم ما يثير دوافع أطفال الرابعة للتعبير اللغوي و تصفح الكتب هي المناشط المتعددة التي يقومون بها في المنزل و المدرسة .إن من أهم أدوار المدرسة أن تقدم العون الكافي للتلاميذ كي يحبوا القراءة و يمكن أن تقوم المدرسة بأدوار متعددة لتكوين عادات القراءة لدى الأطفال مثل الحديث عن القصص و نادي القراءة و رحلة القراءة .و تكشف الأستاذة مريم المالكي عن أهمية الدور التربوي الذي يمكن أن تؤديه المدرسة في هذا المجال فتقول : يمكن لكل فصل دراسي في المدرسة أن يؤسس مكتبة صغيرة و تضم الكتب و القصص و المجلات المشوقة للطفل و المنمية لخياله و ذكائه و يترك حرية اختيار الكتاب أو القصة للطفل و تناقشه المعلمة في أحداث القصة التي اختارها بعد مطالعتها . حيث تستطيع معلمة الروضة تحقيق ذلك عن طريق قراءة القصة و مناقشتها و إتاحة الفرصة للأطفال بروايتها بأسلوبهم و لغتهم و عمل قصص من مصورات تمثل أحداثا متابعة بشكل منطقي و تمثل القصص و الدراما .إلا أن هناك مشكلة كثيرا ما تتعرض لها المعلمة و هي إصرار الآباء و تمسكهم بتعليم أطفالهم القراءة و الكتابة في الحضانة حيث اتخذ إصرارهم هذا مظاهر شتى فتارة يقدمون الشكاوى لإدارة المدرسة معلنين اتهامهم السافر للحضانة بالإهمال و التراخي في تعليم أطفالهم الأمر الذي يزعزع ثقة الإدارة فيها خاصة إذا كان القائمون بها من غير التربويين و تارة أخرى يهددون بانقطاع أطفالهم عن الحضور إلى المدرسة إذا لم تمتثل الإدارة لرغبتهم وظلت تساند الحضانة في موقفها من الأطفال لذا يجب على المدرسة و خاصة المعلمة أن توضح لهم خطأ ما يعتقدون حيث أثبتت البحوث النفسية للطفولة المبكرة التي قام بها جون دوينج بجامعة لندن أن الطفل لا يستطيع تعلم مبادئ القراءة قبل بلوغه سن السادسة من عمره العقلي . المناشط التي تقدم في المدرسة * الحديث عن القصص ...و يحكي فيها المعلمون للتلاميذ القصص التاريخية و الأسطورية و الخيالية و المغامرات . و تهدف هذه الساعة إلى تنمية ميول القراءة لدى الأطفال و تحبيبهم بها .* نادي القراءة ... يتكون هذا النادي من بعض التلاميذ الذين يقومون بقراءة الكتب و القصص لزملائهم و تدور حولها المناقشات كما أنهم يناقشون الرسوم الفنية و الصور المتضمنة في الكتب التي يقرؤونها و نترك لهم حرية اختيار ما يقرؤون و يناقشون .* رحلة القراءة ... يقوم المعلمون باصطحاب تلاميذهم إلى المكتبة العامة لقضاء بعض الوقت مع القراءة الحرة و قد تحكي أمينة المكتبة للأطفال قصة أو نقرأ لهم في كتاب أو تقدم لهم حديثا عن الكتب و يترك للأطفال حرية التقليب في الكتب لتعرفها .دور المكتبات في تحقيق التربية القرائية :لا شك أن وجود مكتبة على مقربة من الطفل , هو من أهم الوسائل التي تعاون على تنمية حب القراءة لديه .أن عرض الكتب أمام الأطفال باستمرار خاصة في مكتبة الفصل , يخلق بينهم و بينها ألفة مستمرة و مودة متزايدة , مما يشجعهم على إنشاء مكتبات خاصة لهم في منازلهم على غرار هذه المكتبة . كما أن وجود المكتبات قريبا من الطفل ؛ سيجعل عملية حصوله على الكتاب سواء بالاستعارة الداخلية أو الخارجية أمرا سهلا , سواء المادية يقتنوا – لا هم و لا أسرهم – مجموعات من الكتب المناسبة لأعمالهم تتناول مختلف نواحي اهتمامات الطفل . لذلك فإن المكتبات أصبحت من أهم وسائل التثقيف و هي في نفس الوقت من أسهل هذه الوسائل وجودا و الأمر يحتم علينا الاهتمام بنشر مكتبات الأطفال على أوسع نطاق ,ي كل حي و في كل قرية , بل في كل شارع إذا أمكن ." لكن مكتبات المدارس ستظل تشكل أهم نوعيات المكتبات بالنسبة للطفل .و قد ذكرنا من قبل أن من أهم الأهداف التربية القرائية تكوين عادة القراءة لدى الأطفال بحيث يصبحون قراء مستديمين عند بلوغهم الشباب عن طريق إثارة اهتماماتهم بالقراءة و استمرارهم في استخدام المكتبة و الكتاب منذ مرحلة ما قبل المدرسة . كما تؤكد التربية القرائية أن الاحتياجات الحقيقية لمرحلة عمرية معينة و مدى نجاح المكتبة و خدماتها و الكتاب مضمونا و إخراجا في مقابلة هذه الاحتياجات هو الفيصل في تقرير مدى استخدام الكتاب و المكتبة و مدى الاستمرارية في هذا الاستخدام و تهدف التربية القرائية بعد ذلك إلى تقرير أهمية و ضرورة الخدمة المكتبية للأطفال على اعتبار أنها تمنحهم متعة و كسبا معرفيا و نموا ثقافيا و عقليا منذ طفولتهم .تأثير القراءة في الأطفال : يقول سومرست موم , إن الشهية للقراءة تتفتح على ما تتغذى به أكثر من تفتحها على أي شيء آخر , و كلما ازدادت قراءات الناس و اتسعت أذواقهم , أدركوا مقدار المتعة التي يمكن تلمسها في ثنايا ما يقرءون و هو يرى أن ما ينشأ عن القراءة من سعة الأفق و استقلال في الرأي و نمو في روح التسامح و كرم الأخلاق يمكن اعتباره فيما بعد حدثا من أهم أحداث أيامنا الحاضرة . و من أهم ما تسهم القراءة به للأطفال :- القراءة تسمو بخبرات الأطفال العادية و تجعل لها قيمة عالية فالأطفال أينما كانوا يجربون و يختبرون كل ما يحيط بهم و تملأهم الغربة في أن يعرفوا الاستجابات المختلفة. لتجاربهم . و القراءة تزيدهم فهماً و تقديراً لمثل هذه التجارب كما أنها تمدهم بأفضل صورة للتجارب الإنسانية . فتوسع دائرة خبراتهم و تعمق فهمهم للناس .- القراءة تفتح أمام الأطفال أبواب الثقافة العامة أينما كانت . فأكثر قصص الأطفال الذائعة تخاطب قلوب الأطفال و تشبع خيالهم و تصور التجارب المألوفة و الخبرات الإنسانية و القراءة تمنح الأطفال ملاذا يرتاحون إليه من عناء أعمالهم اليومية و يصدق هذا على قراءة القصص الخيالي . لأنها تهيئ فرصة للأطفال كي يعيشوا في الخيال حياة الأبطال التي يتوفون إلى أن يعيشوها في الواقع .- القراءة تساعد الأطفال على تهذيب مقاييس التذوق لديهم فهي تساعد الأطفال على الصدق عند الاستجابة لقصة تمتاز بأمانة التصوير أو لما بين الفكرة و أسلوب التعبير عنها من انسجام مما يعطي الطفل القارئ فرصا كثيرة للاختيار و المقارنة .- القراءة تمد الأطفال القراء بالمعلومات الضرورية لحل كثير من المشكلات الشخصية و تحدد الميول و تزيدها اتساعا و عمقا . و هي تنمي الشعور بالذات و بالآخرين و تعمل على تحرير الوجدانيات المكبوتة و إشباعها و تدفع العقل إلى حب الاستطلاع و التأمل و التفكير و ترفع مستوى الفهم في المسائل الاجتماعية بالتأمل في وجهات النظر المختلفة اعتراضا و تأييدا .- و القراءة تساعد الفرد في الإعداد العلمي فعن طريقها يتمكن الطفل من التحصيل العلمي الذي يساعده على السير بنجاح في حياته المدرسية و عن طريقها يمكن أن يحل الكثير من المشكلات العلمية التي تواجهه . بل في حل المشكلات اليومية و في تحقيق عملية تعلم ناجحة لبقية المواد الدراسية .- القراءة تساعد الطفل على التوافق الشخصي و الاجتماعي فهي تساعد الطفل على اكتساب الفهم و الاتجاهات السليمة و أنماط السلوك المرغوب فيه و المشكلات التي يواجهها الأطفال تتمثل في الحاجة إلى الصحة الجسمية و العلاقة السليمة مع الزملاء و الاستقلال عن الوالدين و الثقة بالنفس و في اكتساب فهم أساس و اتجاهات ضرورية لهذه المشكلات تؤدي القراءة دوراً له أهميته فالطفل يأخذ خبرات الآخرين التي تساعده في عملية التوافق و حل هذه المشكلات .