30 سبتمبر 2025

تسجيل

دورة حياة المنتجات

09 مارس 2022

عندما تشتري أي سلعة، سواء كانت سيارة، أو جهاز جوال، أو ثلاجة، أو أي سلعة أخرى، فإنها ستبقى معك لسنوات قليلة، ثم ستشتري نسخة جديدة من نفس السلعة، وستتخلص من القديمة، فهل هذا الأمر محض صدفة، أم أنه متعمد ومخطط؟. في بدايات القرن الماضي كانت مصانع المصابيح الكهربائية تصنع مصابيح تعمر لفترة طويلة تقدر بـ ٢٥٠٠ ساعة، ولكن بعد فترة تشبع السوق وتباطأت المبيعات، فاجتمع ملاك ومديرو هذه الشركات واتفقوا على تخفيض جودة المصابيح وتحديد عمر محدد لها بـ ١٠٠٠ ساعة عمل فقط، وبعدها يتعطل المصباح ويصبح لزاماً على الناس استبدالها بمصابيح جديدة. وفي نفس ذلك العام خرجت شركة جنرال موتورز الأمريكية للسيارات بفكرة إجراء تعديلات على تصميم السيارات بشكل سنوي لإقناع المستهلكين بضرورة شراء سيارات جديدة، مما زاد مبيعات الشركة بشكل كبير، وتبعهم بقية المنتجين بنفس الاستراتيجية، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت جميع السلع تتبع هذه الاستراتيجية، وهو ما يسمى بالتقادم المخطط Planned Obsolesce. بل إن بعض شركات التكنولوجيا أطلقت سياسة منع الإصلاح بعد فترة محددة، أما شركات الملابس فتقوم بإنتاج ملابس بألوان ومواد مختلفة، لتمنح إحساساً بانتهاء الموضة القديمة وظهور أخرى جديدة. تدعي الشركات بأنها تقوم بتحسينات مستمرة، ولكن لو كان ذلك صحيحاً فهذا يعني أنه بعد فترة ستظهر منتجات مثالية تعمر لفترة أطول، ولكن هذا لم ولن يحدث. وحتى الآن لا توجد قوانين صارمة لمنع الشركات من التقادم المخطط، سوى بعض المحاولات هنا وهناك، مثل فرنسا التي ألزمت الشركات بوضع التاريخ المحدد لنهاية عمر المنتج، وحتى تظهر قوانين منصفة للمستهلكين تمنع هذه الممارسات، فعلينا التنبه لها والسعي لتغييرها عن طريق تقليل الإقبال على النسخ الجديدة، لمجرد أنها جديدة. @khalid606