12 سبتمبر 2025
تسجيلشاهدت في أحد البرامج الوثائقية منظرا حول إحدى غابات إفريقيا، مشهد يستحق التأمل، حيث رأيت ظبيين كانا يمشيان معاً ويعيشان في قوة ووحدة ويراقبهما ذلك النمر من بعيد فهو يخشى أن يكونا متحدين فهذا من شأنه أن يجعل المعركة معهما خاسرة بالتأكيد، فالكثرة تغلب الشجاعة وإن كان أقوى منهم منفرداً، وسوس لهما الشيطان واختلفا فيمن يكسر شوكة وقوة الآخر ليتباهى بقوته وحيداً معزولاً ومنفرداً، وكأن لسان حالهما يقول ان أحدهما كان أقوى من الآخر، وكان وحده منفرداً سبباً في ردع النمر المتربص بهما، فانخدعوا بتلك الفكرة وقررا أن يتناطحا ويتعاركا، أثناء ذلك كان أحدهما سيقضي على الآخر ويقدم هدية مجانية وثمينة لذلك النمر الذي يتربص بهم جميعاً ولم يستطع النمر أن يتغلب عليهما مجتمعين، وظنا أثناء المعركة أن النمر سيكتفي بأن يهنئ الغالب على المغلوب ويمضي في طريقه، عندما بدأ العراك بينهما اقترب النمر وكأنه في مشهد السعيد الذي يصفق ويؤازر أحدهما على الآخر، ويظن الغالب أن نجاته في الانتصار على أخيه، لكنه لم يعلم بأن هزيمة أخيه هي هزيمة لنفسه أولاً وستجعله الفريسة القادمة لنفس ذلك النمر الذي كان متفرجاً على العراك ويصفق للغالب المخدوع وسيفترس بالتأكيد الخاسر المغلوب، وبالفعل تغلب أحدهما على الآخر عندما سقط من كان يتوقع بأنه خصمه، جاء ذلك النمر ليفترس الخاسر الذي علم متأخراً بأنه خسر سنده وخط دفاعه الأول وذهب ذلك الظبي المنتصر متفاخراً بهزيمة أخيه ولكنها فرحة مؤقتة، وعندما اقترب الغروب جاع ذلك النمر من جديد وعاد إليه وافترسه بكل سهولة. العبرة عندما تكون الخلافات بيننا وبين بعضنا فهي لا قيمة لها ولا تسمى انتصارات بل تسخير مجهود وطاقة في شيء لا قيمة له، لماذا نسعى لأن نكون أقوياء فيما بيننا وننسى أن قوتنا في وحدتنا، وهذا الدرس ينطبق على كل شيء حولنا، نرى بعض العائلات للأسف يتنافسون سلباً فيما بينهم، الإخوة يتنافسون ويحاولون كسر بعضهم البعض، والأصدقاء يتنافسون ويحاولون إذلال بعضهم البعض، والغرباء يتفرجون ويستمتعون بتلك الخلافات ويصنعون منها مدخلاً لتعميقها، حيث يقتنع الجميع بأن المنافسة السلبية فيما بينهم والإختلافات والصراعات هي الحل، والبعض الآخر للأسف يعتقد عندما يثير النعرات القبلية أو غيرها بأن ذلك انتصار أو ورقة ضغط وهذا من الوهم، أصبحت تلك الأوراق لا قيمة لها، شاهدت وقرأت أحد تقارير تلك المنظمات التافهة التي تتغنى بحقوق الإنسان وتتحدث عن تأخر رواتب وحقوق عمال كأس العالم وغيرها بتقارير كاذبة ومزيفة بأنهم لم يستلموا رواتبهم، وكأن تلك المنظمة يهمها الإنسان أو العامل أصلاً، ازدواجية وكذب وتزييف وتتصور تلك المنظمة بأن مثل هذه المواضيع وسيلة ضغط وهي في الحقيقة تقارير غير صحيحة ولا قيمة ولا أصل لها وقيل في المثل "بلّها واشرب مويتها" وهذا لا يؤثر في شيء على الإطلاق بل إن الوعي أصبح أكبر من كل ذلك بكثير، ومن ينساق ويصدق هذه المنظمات فهو واهم ومخدوع، كلنا نعلم بأن دولة قطر وكل من يعيشون بها سواء المواطنون والمقيمون في عز وخير ونعمة ولله الحمد، ورواتب المواطن والمقيم من أعلى معدلات دخل الفرد في العالم، وخير دولة قطر كعبة المضيوم يشهد به القريب والبعيد وتقدم يد العون للجميع وهذه حقيقة يلمسها ويراها كل من عاش ويعيش تحت ظلها.