26 أكتوبر 2025

تسجيل

هل تؤول "أمريكا المريضة" إلى الرجل المريض؟!

09 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أستغرب كثيرا من التقارير الإخبارية، التي بدأت تجد سوقها في الصحف والقنوات الأوروبية، محاولة إثارة الرعب من فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب"!ترامب ليس مرشحا معتوها فقط كما يظن البعض، أبدا. وليس رجلا ثريا يمتلك 10 مليارات دولار، أراد أن يبذرها في حملة انتخابية، قد يعلم بأنها لن تقوده إلى البيت الأبيض. ليس كذلك أبدا.من يتابع تصريحاته، يكتشف الخيط الدقيق الذي يجمعها. ترامب كان يروج أن العرب والمسلمين ابتهجوا واحتفلوا بهجمات 11 سبتمبر. وكان يروج على ضرورة مراقبة المساجد في أمريكا. وكما هاجم العرب والمسلمين فقد هاجم المكسيكيين، وقال عنهم بأنهم مجرمون إلى حد كبير، "يجلبون المخدرات ويرتكبون الجرائم فضلا عن أنهم مغتصبون"!هو يطالب بترحيل نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في أمريكا، وهاجم الصين كما هاجم الأمريكان من أصل أفريقي، ويدعم الأنظمة الاستبدادية لأنها تحقق الاستقرار!المرشح الأمريكي الموغل في التطرف والعنصرية، ليس مرشحا يبحث عن الشهرة بمهاجمة الآخرين. كل ذلك قد يكون متحققا على الأرض، ولكن الحقيقة، أن دونالد ترامب، هو نتيجة للفكر الغربي المتطرف، الذي يجمع بين عقلية الكاوبوي وبين الثروة والغباء والعنصرية. هو اليوم يتاجر بحصيلة سنوات من الخوف والانهيار المجتمعي، وهي نفس الأسباب التي أوصلت هتلر مثلا.لم يكن المفكر الأمريكي الشهير تشومسكي هو من قال بذلك فقط، فالمفكر الأمريكي السياسي بجامعة هارفارد دانيلي ألين توصل إلى نفس النتيجة.ترامب يتاجر اليوم بالخوف والرعب من الإسلام والمسلمين، كما يتاجر بقضايا الهجرة ضد مكونات الأمة الأمريكية، ولو بحثت له في قضايا حقيقية تمس جوهر الحياة الاقتصادية في أمريكا، لن تجده في صفوف الفقراء والمعدمين!كتابه الذي ألفه بعنوان: "أمريكا المريضة"، والذي يحاول فيه أن يبرز ضعف أمريكا، وإمكانية خروجه كبطل "لطيف" -كما يروج لذلك- قادم من بعيد لإنقاذها، يشرح حقيقة عمق المرض الذي يعيشه المجتمع الأمريكي، والذي أنتج أمثال هؤلاء، والذين مازالوا يتقدمون الصفوف ويتنافسون على مقعد الرئاسة الأمريكية.لم يكن ترامب بحاجة إلى أن يؤلف كتابه عن مرض الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان يكفي وصوله إلى هذه المرحلة من الانتخابات الأمريكية، وتحقيقه هذا الكم من الدعم الجماهيري، رغم تجرؤه التحرش لفظيا بهيلاري مرشحة الديموقراطيين مؤخرا، ورغم تعمده شتم سكان مناطق بأكملها مثل ولاية أيوا، لنستوعب عمق وخطورة المرض الذي تغلغل إلى الجسد الأمريكي.السؤال: هل تؤول أمريكا المريضة حقا، إلى هذا الرجل المريض بعنصريته وتطرفه؟ وكيف سيكون العالم وأكبر دولة فيه، ستدار بعقلية هي أسوأ من بوش الصغير، الذي ظننا لوهلة؛ أنه آخر رئيس "مريض" لأمريكا؟!