14 سبتمبر 2025

تسجيل

رفقًا بالمراهقين

09 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يجب أن نتفهم ونعي أن خصائص مرحلة المراهقة التي يمر فيها أبناؤنا اليوم أصبحت كثيرة ومتنوعة، طفرة في السلوك، الإحساس بالغرور والقوة، اختلاف الانتماءات لديهم، العاطفة الحساسة المصاحبة بالعناد والمجادلة، تقلب المزاج، سرعة اتخاذ القرار، العصيان المتكرر.للأسف إن أغلب أولياء الأمور تكونت في عقولهم مفاهيم مغلوطة ورثوها ممن كانوا قبلهم دون التمعن فيها والتحقق منها، ومنها كلمة "مراهق"، كلمة أصبحت تؤرق أولياء الأمور وتجعل لديهم توجسا وخيفة من هذه المرحلة، وذلك بسبب تركيز الآباء على السلبيات دون النظر للإيجابيات حتى وإن كانت قليلة .مرحلة المراهقة من أجمل وأمتع مراحل العمر، فيها تتكون شخصية الإنسان من الناحية النفسية والجسدية والفكرية، فرحم من قال "التعلم في الصغر كالنقش على الحجر"، حكمة نسمعها على الدوام من الأجداد والآباء والأساتذة وربما حتى في الأماكن العامة للاستدلال بها على براعة الأشخاص وإبداعهم في إتقان مهنة ما أو حرفة معينة منذ نعومة أظفارهم وقبل الموعد الطبيعي لما يقومون به. إذا لنغير هذا المفهوم الخاطئ القاتل في معظم الأحيان لإبداعات ومهارات الأبناء، ولنتعامل مع مشاكل أبنائنا بأسلوب إيجابي يقرب ولا ينفر، كذلك يجب استغلال كل المواقف السلبية من الأبناء بتحويلها إلى إنجازات إيجابية، فالمراهق بحاجة إلى من يصغي إليه ويأخذ كل أفعاله على محمل الجد، "ولا تنس أن تُثني عليه باستمرار"، وهنا تكمن احترافية التعامل مع المراهقين .لنتخيل معكم أحبتي صورا وأمثلة قد تحدث مع أبنائنا في محيط الأسرة، هب أن ابنتك قد قامت بعمل كوب من الشاي وجاءت وقدمته لك، غير أنها قد نسيت أن تضع فيه السكر، فردة الفعل السلبية من الأب تجاه ابنته بعدم رضاه ورغبته في تناول الشاي، النتيجة هي إغلاق الباب تماما لانطلاق المهارات والإبداعات لديها، والتي كان يمكن أن نخلق ونهيئ بها بعض الجوانب الإيجابية لسيدة المستقبل، من الضروري التركيز على الإيجابيات في هذا المثال لتفعيلها وتنميتها، ومنها أن البنت لأول مرة تدخل المطبخ وتقوم بعمل دون أوامر وتوجيه من أحد أو حتى إرشاد من الأم، اهتمامها بأبيها والحرص على تقديم له ما يحب، امدح على قليل الصواب يكثر الممدوح من الصواب، اجعل الخطأ هيناً يسيراً وابن الثقة في النفس للإصلاح، وتذكر دائما أن هذا الجيل يتعامل بعواطفه أكثر من عقله.بيِّن رأيك الإيجابي في أبنائك، لأن المراهق يحب أن يسمع منك كلمة ثناء على أي عمل يقوم به، فلا تحرمه من كلمة لطيفة تبين موقفك تجاهه، تأسف وبادر بالاعتذار أولا لتعلمهم سلوك الاعتذار وثانياً لترد إليهم كرامتهم، فالمراهق ولو كان صغيراً يحب أن يُحترم من قبل الكبار، زين ألفاظك وعباراتك معهم، فالكلمة الطيبة صدقة، تعرّف إلى فضائهم الإلكتروني والمواقع التي يزورونها. والأفضل أن تضع الكمبيوتر لهم في منطقة يسهل على الجميع رؤيتها دون اختراق خصوصيتهم الأثيرة لهم. ذكرهم بضرورة عدم وضع معلوماتهم الخاصة على النت، وعدم إرسال كلمة المرور إلى أحد .ليس لأبنائنا بعد الله غير آبائهم وأهليهم وذويهم، لنكن خير عون لهم والاهتمام بهم والأخذ بيدهم ليتجاوزوا مصاعب الحياة فهم زينة الحياة الدنيا كما قال ربنا -سبحانه وتعالى- وهم من سيدعون لنا بعد فراق دار الفناء إلى دار البقاء .والسلام ختام ياكرام .