11 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم العالمي للرجل

09 مارس 2016

في كل عام ينزعج الرجال كون المرأة تنعم بيوم وهم يتساءلون عن سرّ تهميشهم ... وما علموا أنّهم منتصرون، وأن تخصيص يوم للمرأة ما هو إلا هامش في صفحة دولية أممية تتمتع بها الرجولة .لم أشأ أن أكتب مقالي هذا بالأمس في اليوم الذي أقرّ فيه العالم المتحضّر تاريخه يوما للمرأة بعد ماذا؟ بعد نضال طويل لغربيات معدمات لم توافق منظمة الأمم المتحدة على تبني دعوتهن إلا في عام 1977 هذا رغم خروج الآلاف من المغبونات في حقوقهن وأجورهن في شوارع نيويورك منذ عام 1856 للاحتجاج على الظروف القهرية واللاإنسانية اللاتي كنّ يجبرن على العمل فيها وبأبخس الأجور. ومنذ ذلك اليوم والمرأة تخدع دولياً في يوم بقيَ صوريا ليمثّل حركة نسوية تكرس فيها الدعوات والمؤتمرات والندوات والاحتفاليات شكلياً بدعوى "تمكين المرأة" كعادة الأمم المتحدة في لجانها الرئيسة والتابعة لها من أجل تحقيق عدالة ومساواة زائفة لم تفلح فيها الجهود الدولية إلى اليوم حتى في الغرب الذي يدّعي قيم العدالة بمساواة المرأة بالرجل حتّى في الأجر الّتي تقل فيه في دولهم عن الرجل من 20% إلى 25% أو ما سواه، والذي تكتوي به عند التقاعد. لم أقتنع بيوم خاص للمرأة بتاتا رغم كوني امرأة لقناعاتي بحقها واستحقاقها دون أيام كونها نصف المجتمع بل جلّه، وكونها ليست أقلية.. ولقناعاتي بزيف ادّعاءات الأمم المتّحدة في كل ما تتولاه من الحقوق الإنسانية والمدنية بل وحتى الحقوق الجغرافية والتاريخية والسياسية، خصوصا وإنه فيما يتعلّق بالمرأة نجدُ أسراً تعولها النساء في الدول الفقيرة وتلك التي تئن تحت ويلات النزاعات والحروب وما زلن رغم المآسي يعشن وأسرهن ليس تحت خط الفقر فحسب بل تحت خط الرحمة والإنسانيّة بغطاء أممي ظالم. ولم أكن لأقتنع بيوم خاص للمرأة أصلا لأنني أنتمي لهذا الدين الإسلامي الحنيف الذي كرّم المرأة بما لم تأتِها به يد البشر القاصرة، حيث يجهل الغرب كرامة المرأة فيه، ليأتي على ما نص عليه الدين وجوبا ليجعله فرعا في الدول التي تدعي التقدم بتحويل مطالباتها الاستحقاقية إلى استجداء قوانين وضعية في يوم بائس هزيل دون أن يركز على الأصل في الأجر نظير جهد العمل والوقت والكفاءة لا نظير الجنس.يجهل الغرب تكريم ديننا الإسلامي للمرأة والذي لم يترجم بلغاتهم عندما جاء (القرآن الكريم) ليسطّر سماعه تعالى وإصغاءه وانتصاره لصوت المرأة "أي مظلمتها" في مناجاة خاصة بينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم مظهرا الخالق سبحانه حقّها من فوق سبع سماوات بوحي الملك جبريل في آيات قرآنية هي دستور هذه الأمة في سورة مدنيّة لا مكّية وهي من السور التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنظم الحياة المدنيّة وتشرّع وثيقة دستورها الأول بعد تكوين المجتمع الإسلامي في المدينة المنوّرة قبل أي دساتير بشرية، وهذا قبل وثائق الأمم المتحدة الزائفة فجاء قوله تعالى:(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) ( 1 المجادلة ) وفيه شرحت سيدتنا عائشة موقفها قائلة:" تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تقول: يا رسول الله ، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك . قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية. .وعليه سطّر الله تعالى حقّ المرأة وحرّم الظهار وجعل قول زوجها به منكرا وزورا عليه كفارة {:الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)} [المجادلة/2].ولمن يتأمل عظم هذه الآية سيجد أن الله تعالى أعاد تأكيد أنه لا يسمعها فقط بل يراها في قوله: (سميع بصير) ليضع العالم في دساتيره البشرية القاصرة أهمية حقوق المرأة ومكانتها صوتا وحضورا كأصل لا فرع.فيجب ألا تنطلي علينا الخديعة بالجري خلف الغرب بانتقاص حقوقنا في يوم واحد لا يعدّ سوى ظاهرة كلامية أممية مثلها مثل غيرها من الأيام كيوم الأرض والأرض ما زالت مغتصبة، واليوم العالمي لحقوق الإنسان وحقوقه منتهكة شرقا وغربا. فعلى رسْلكن أيتها النساء لا تفرحن بيوم هلامي ..... ولا تجزعوا أيها الرجال لعدم تخصيص يوم محدد للاحتفاء بكم .... ففي اعتقادي أنكم ملكتم الكون. بل إن سبب انتقاص حقوق المرأة لدى البعض هو غياب الدين، وعنصرية الأمم المتحدة وغباء النساء ...أولا يكفيكم انتصارا أن يكون للمرأة يوم واحد فقط ولكم بقيّة الـ 365 يوما .. وهنيئا لكم بسنة كبيسة هذا العام.