27 أكتوبر 2025

تسجيل

فتياتنا وشرف الخدمة الوطنية

09 مارس 2015

حديث المصدر المسؤول في القوات المسلحة القطرية الذي نشر مؤخرا حول عدم وجود توجه في الوقت الراهن لإلحاق النساء ببرنامج الخدمة الوطنية، لأن التركيز حاليا ينصب على تدريب الشباب من الذكور فقط، هذا التصريح أصاب فتياتنا بالإحباط ولو أن المصدر تدارك ذلك ونوه إلى جاهزية هيئة التدريب للخدمة الوطنية لتدريب العناصر النسائية في حال صدور أي توجيهات بهذا الشأن. فتياتنا كن يتمنين أن يكن صفا إلى صف مع طلائع شباب الوطن لأداء الخدمة الوطنية التي هي واجب على كل قطري وقطرية، وهن على استعداد لأداء شرف الخدمة الوطنية بعد أن سبق وأعلن عن مشاركتهن في الخدمة، وكشف حينها أن هناك برنامجا مخصصا لهن يناسب قدراتهن ويراعي طبيعة ظروفهن، ذلك أن البرنامج كما ذكر سيخصص في فترات مقصورة وسيتدربن على التدبير المنزلي وبعض التمارين الرياضية ومحاضرات متخصصة خاضعة للشروط المدروسة. كلنا يتذكر ما قدمه خريجو الخدمة الوطنية من الدفعة الأولى وظهورهم المشرف حين أثبتوا فعلا أنهم حماة الوطن بما قدموه من كفاءة عالية إبان إشراكهم في مسير اليوم الوطني المجيد، فكانوا مفاجأة الحدث ومثار اهتمام وإشادة القيادة العليا في البلاد، وإعجاب كل من تابعهم وهم يسيرون بخطى واثقة صفا واحدا مع قواتنا المسلحة الباسلة، وها هي الآن طلائع الدفعة الثانية من مجندي الخدمة الوطنية من حملة الثانوية العامة فما دون تنخرط في أداء الواجب بمركز تدريب الخدمة الوطنية بمعسكر الشمال بكامل نشاطهم واستعدادهم للخدمة. الخدمة الوطنية شرف لكل أبناء الوطن بكل أطيافهم وسندًا ودعمًا حقيقيا للقوات المسلحة، وبقناعة كبار القادة فهم يمثلون الخط الثاني لقواتنا المسلحة، وهذا ما يدعو للتساؤل عن مبررات تأخير شرف الانخراط في الخدمة الوطنية للفتاة القطرية ومرافقة الدفعة الأولى من شباب الوطن؟ وها هي الآن طلائع الدفعة الثانية تنطلق في ميادين التدريب دون أي ذكر لبرنامج مخصص للفتاة القطرية لأداء واجب الخدمة الوطنية رغم جاهزيتهن بحكم أنه واجب وطني مطلوب الإسراع والمنافسة عليه طالما سيكن هن جميعا مع شبابنا سندا ودعما لقواتنا المسلحة وللأجهزة الأمنية الداخلية. إن التدريب في الخدمة الوطنية وأي مستجدات فيه تتم وفقًا لقانون الخدمة الوطنية الذي تم إصداره من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسموه -حفظه الله– أعطى مساحات واسعة للاستفادة من قدرات المرأة القطرية التي أثبتت جدارتها في كل الميادين وبقي أن نهنئ الجيل الجديد من فتياتنا بتحمل مسؤولية حماية الوطن جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل. سجل لنا التاريخ بطولات المرأة العربية المسلمة على مر الزمان، فكانت عونا وسندا للرجل في ميادين القتال وكانت تقوم بتوفير المؤن والرعاية الصحية والإسناد وراء المقاتلين الأشاوس خلال المعارك والحروب التي انتصر فيها المسلمون وأبلوا بلاء مشرفا خلال مراحل الفتوحات الإسلامية المتعاقبة. الفتاة القطرية شريك في نماء الوطن وازدهاره وجزء لا يتجزأ من الدفاع والذود عن حياضه.. وهدف الخدمة الوطنية استغلال الطاقات البشرية والتدريب لإسناد القوات المسلحة في الأزمات والطوارئ وغرس روح الانتماء الوطني في نفوس الشباب.. والفتاة القطرية جزء من هذا الهدف النبيل.. فلا تحرموها منه... وسلامتكم..