15 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. وتستمر مسيرة الخير

09 مارس 2014

استكمالاً لمقالنا في الحلقة الأولى حول مسيرة الخير في دولة قطر نقول بأنه لعل البادرة الأخيرة التي قام من خلالها مركز قطر للعمل التطوعي بإرسال دفعة جديدة من المساعدات العينية إلى اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية والحدود الأردنية السورية، والتي بلغ حجمها ما يقارب من (20) طنا تضمنت الكثير من المساعدات الماسّة لمستحقيها ومنتظريها بكل ارتياح.. إن تلك المساعدات جاءت في وقتها بالتمام والكمال.. حيث إن اللاجئين من الشعب السوري الشقيق كانوا بأمس الحاجة لها بعدما واجهوا النقص الحاد في آخر ما تبقى لديهم من آخر مساعدات قدمها لهم المحبون والداعمون لعمل الخير في شتى البقاع من العالم.. وقد جاءت تلك المساعدات القطرية تتويجا لجهود سابقة ولاحقة بإذن الله.. وشكلت رصيداً مهماً لدولة قطر في هذا المجال.. الذي يمكننا القول من خلاله إنها حققت بذلك أفضل المراكز المتقدمة فيما لو أردنا أن ننظر إلى هذا الرصيد الخيري من تلك الزاوية.. إن هذا الرصيد في العمل الخيري القطري يمكننا أن نصنفه بالمراكز المتقدمة والمتصدرة في هذا المجال على المستوى العالمي والدولي.. والذي يمكننا أيضاً أن نجري عليه ما يشبه الربط في تحقيق المراكز المتقدمة في جميع المجالات والتي بالطبع على رأسها.. بل وأهمها على الإطلاق هذا العمل الخيري والمعبر عن إحساس عال وراق من قبل الشعب القطري الشقيق.. ويعبر عن هدف سامٍ يتمثل في التخفيف من معاناة النفس البشرية أينما كانت، فيما تعانيه من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. واستطراداً لذلك العمل الخيري وتلك المساعدات الأخيرة نجد أن المسؤولون في دولة قطر تجاوزوا حدود هذا المجال في عمل الخير الرائد ليتوصلوا من خلاله إلى آفاق أكثر نفعاً للمستحقين لتلك المساعدات والدعم.. وتمثلت في المبادرة لتجهيز المنشآت التعليمية والمدارس المؤقتة لتعليم اللاجئين من الشعب السوري المنتشرين على الحدود السورية بكافة اتجاهاتها.. وذلك إحساساً منها بسعيها لتعويض هذا الشعب بكل ما يمكن عمله في هذا المجال.. والسعي الحثيث الصادق لتأكيد عدم إيجاد أي فرق في الأوضاع الجديدة نتيجة للتهجير القسري لهذا الشعب خارج بلده.. وسعي دولة قطر من خلال المركز التطوعي المنشأ لهذا الغرض للعمل على عدم تسرب الإحساس للاجئين السوريين بحدوث تغيير كبير في أوضاعهم التي كانوا فيها عندما كانوا مستقرين في بلدهم الأم.. كما أنه جدير بالذكر القول بأن تلك المساعدات الإنسانية ليست بأمر مستغرب عن دولة قطر وليس هو بالأمر الجديد، ولقد جاء تسليطنا للضوء على تلك المساعدات الإنسانية إنما جاء من باب التذكير والتحفيز لمن أراد المساهمة والإضافة في هذا المجال الذي ندرك بأن الخير موجود لدى الجميع، ونقول أيضاً بأنه وعلى الرغم من صعوبة وقساوة الحياة المعاصرة التي نعيشها إلا أن الخير موجود ومتوفر في قلوب الجميع كما أسلفنا.. وإن يقيننا بهذا الصدد لا تشوبه شائبة.. ويأتي حديثنا هذا مواكباً ومتقاطعاً مع التذكير بفعل الخير الذي من شأنه أن يحقق المنفعة والمصلحة لمن يحتاجها وفي أمس الحاجة لها.. لقد باشر مؤخراً القائمون على مركز قطر للعمل التطوعي على الإشراف بشكل مباشر على تجهيز مدرسة وتوفير المدرسين وكل ما يلزم لبدء العملية التعليمية المرغوبة.. باشروها بأنفسهم في رؤية تأكيدية للمساهمة بطريقة فعالة وتحمل في طياتها الكثير من الجدية والأهمية التي يوليها القائمون على المركز.. في بادرة تعبر عن قيمة إنسانية حقيقية.. كما تمثل أيضاً تخصيص حيز مهم في رؤية ونظر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. للدفع بالعمل الخيري بكل الاتجاهات.. وأيضاً في بادرة طيبة من سموه وبإحساس عالٍ بما يعانيه اللاجئون من الشعب السوري الشقيق أينما وجد.. وجنباً إلى جنب في جهوده الخيرة الأخرى في بقاع أخرى من العالم. والله من وراء القصد.