14 أكتوبر 2025
تسجيلطالما أن رؤية قطر 2030 أولت اهتمامًا ملحوظًا بالتراث وأهمية المحافظة عليه باعتباره يمثل العمود الفقرى للهوية الوطنية، فهذا يدفعنا إلى دعم كل الجهود التي تسير وفق هذا النهج، وتراثنا غني بالموروث الإنساني الذي يصب في الاتجاهات العالمية التي تراعي خصوصية الشعوب وتراثهم الثقافي الممزوج بإرث متناقل عبر أجيال واسعة وقرون تداولها الإنسان القديم، ووصلت إلى عصرنا الحالي تحمل سمات وصفات متشابهة من تراثها وأصبح مع مر السنين أحد ثقافتها الإنسانية المصبوغة بصبغة إنسانها المعاصر. ورشة التراث الثقافي والتعليم التي نظمتها إدارة التراث بوزارة الثقافة والفنون والتراث بالتعاون مع اليونسكو مؤخرا كانت زاخرة بالأفكار النيرة التي أضاءت درب مسارها وتحقق الهدف العام منها بمشاركة خبراء التراث والمهتمين من قطر وعدد من الدول العربية والأجنبية من منطلق ما حدده بصراحة سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث في كلمته في افتتاح أعمال الورشة بتأكيده على أن هويتنا الثقافية تعتمد بشكل أساس على تراثنا، فهو الذي يجسّد مدى انتمائنا بأرضنا ويعكس ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا. كانت الورشة من الأهمية بمكان، بأن شغلت المشاركين في فتح نقاشات علمية رصينة حول التراث الثقافي والتعليم في السياسات العامة خاصة منها قطاع التربية والتنشئة للأجيال القادمة، ومواجهة تحديات العولمة والانفتاح على الثقافات الأخرى التي أصبح التعامل معها ضرورة لتعزيز مكانة الثقافة المحلية والعربية وبما يُحقق التناغم المطلوب بين الثقافات المختلفة. ما يهمنا من مخرجات الورشة دعوة وزير الثقافة إلى ضرورة إدماج التراث الثقافي القطري في صلب العملية التعليمية داخل المدرسة والأسرة على حد سواء، وهي دعوة تستحق الاهتمام والتفعيل بالإضافة إلى ما نادى به سعادة الوزير حول إدراج التراث الثقافي في المناهج الدراسية لتنمية وعي الطلاب وتعزيز هويتهم الوطنية. إلى أن يحين تفعيل هذه المبادرة التي أطلقها سعادة الوزير وتبنتها الورشة ضمن توصياتها، نأمل بأن نمهد الطريق لاستيعاب طلاب المدارس هذه الفكرة من خلال خلق وسيلة عملية آنية تهدف إلى توفير المساعدات التربوية التكميلية اللاصفية /أي خارج كراسي الدراسة/ من خلال زيارات ميدانية لمواقع مشهورة في تراثنا القطري. إن إدماج التراث الثقافي في صلب العملية التعليمية أمر مطلوب في ظل الطفرة الكبيرة التي تشهدها قطر في مجال الحفاظ على التراث من خلال المتاحف التي قطعت شوطا كبيرا ومتقدما منذ إنشائها، فلو طبقت هذه الفكرة فستكون دولة قطر هي الدولة الأولى التي بدأت العمل في إدماج التراث الثقافي في المنظومة التعليمية، الأمر معقود بنواصيكم. وسلامتكم