11 سبتمبر 2025

تسجيل

مراحل

09 فبراير 2023

هذه الحياة تتسم بأنها متغيرة، تفتقد خاصية الثبات غالباً إن لم يكن دائماً فكل شيء فيها يمر في تغير مستمر، وطبيعة الإنسان مرتبطةٌ بهذه الحياة المتغيرة إذ يتغير نمط تفكيره وسلوكه استجابةً لتغير المحيط الذي يعيش فيه أو عند انتقاله إلى مرحلة عمر جديدة. ولكن هل يعني التقدم في السن تراجعاً حتمياً لقدرات الإنسان، أم هناك مكاسب غير متوقعة تعود على المرء من تقدمه في العمر؟ وهل شعرت يوما بالقلق من إمكانية أن تكون أكثر مراحل عمرك عنفواناً قد ولّت حتى دون أن تحيطك علما بمرورها؟ اسئلةٌ قد تطرح نفسها في لحظةٍ ما او تبقى كبابٍ موصدٍ في وجه خطوتك للقادم. فمن عجائب النوع الإنساني ما يمر به الكائن البشري من أطوار مختلفةٍ في رحلة العمر من الطفولة للمراهقة فالشباب ثم الكهولة فالشيخوخة، ومن عجائب المراحل العمرية ان الإنسان فيها يتغيّر جسداً وشعوراً حتى يصبح شخصاً آخر قد لا يشبه نفسه فيما مضى ليمضي مع الأيام مؤدياً دوراً مختلفاً في المجتمع وفي حياته، فنحن نولد في الحياة بلا حول ولا قوة لا نقوى على المشي أو الكلام ولانستطيع إطعام أنفسنا فنتعلم المهارات البدنية، ثم نتطور عن طريق مشاهدة ومحاكاة الآخرين ممن حولنا وبالتالي يمكن القول إنه ربما تكون هناك مرحلة عنفوان أخرى لجانب آخر من جوانب حياتنا لم تأت بعد. وكل واحدٍ منا عندما يكبر تتبلور قناعاته واهتماماته وربما تتغير وبشكل مختلفٍ ومدهش، حتى مشاعرنا تبدو أكثر عقلانيةً ووعياً وتبدو أكثر ثباتاً وحدّة بصيرة وإن ضعُف البصر، لكنها الأيام والحياة والطبيعة البشرية التي تذهب بنا نحو ما تراه مناسباً في مرحلة ما من سنوات العمر التي نقضيها ركضاً إمّا عملاً وإما نزفاً لمشاعر كمْ أنهكتها ركضاً وراء سراب. ولأن الإنسان مخلوقٌ من طين، والطين مادة قابلة للتشكل فمن هنا يأتي تشكّلنا في كل مراحلنا العمرية، وكلما تقدمنا بالعمر أصبح التغير جهاداً كبيراً، كما أن للعقل الباطن دورا كبيرا في التحكم بتصرفات وقرارات الإنسان بشكلٍ كبير تبعاً لما اختزنه من خبرات سابقة، وهكذا تتغير الأحداث وتدور الأيام وقد يجد الإنسان نفسه فى مرحلةٍ مختلفةٍ لتدخل النفس البشرية فى حالةٍ جديدةٍ لمرحلةٍ تشبه إعادة التدوير. أخيراً: التحولات بين مراحل الحياة عديدهٌ ومختلفة الشدة لكنها قد تُعيدك أقوى أو تصنعك بشكلٍ أفضل.