30 سبتمبر 2025

تسجيل

الثقافة والمسابقات

09 فبراير 2022

منذ أن أُنشئت وزارة الثقافة، وهناك ربط بين دورها والمسابقات، بل يختزل دورها في الوعي إلى حد كبير في إقامة المسابقات، فبدأ المجتمع وكأنه مجتمع مسابقات وجوائز، مجتمعنا يحتاج إلى ثقافة فكر وليس ثقافة مسابقات، سواء شعرا أو قصة أو دراما أو صيدا، ولا أقصد هنا عقد الندوات والمحاضرات التي شاعت خلال العقدين الماضيين ولم تنتج شيئًا يذكر، ولكن فكر الممارسة النقدية وليس النقد كما هو دارج في وعي العامة، ولكن أن تكون الذات مصدراً للتغيير لا مجرد موضوع له فقط، مفهوم الثقافة الذي سيطر عَلى وزارة الثقافة عندنا منذ إنشائها هو انها تعني « اللغة» لذلك كانت المجهودات منصبة باستمرار في الاستثمار في اللغة والانشغال بها في حد ذاتها، فرأينا كثافة ملحوظة في تكريس اللغة سواء مسابقات أو مهرجانات وكل الانشطة غير الانتاجية هي في الحقيقة بناء لغوي، بينما بنية الثقافة في المجتمع لم تتغير، من مظاهر البنية الثقافية المشوهة التي يجب أن تركز عليها أجهزة الثقافة في البلد، وفي مقدمتها وزارة الثقافة، غياب العلاقة الافقية في المجتمع بسبب تكريس الثقافة القائمة حالياً عَلى العلاقة العمودية بين الفرد والسلطة، العلاقة الأفقية تعني المؤسسات، الكتل الاجتماعية، مقومات المجتمع المدني، عَلى الثقافة أن تكرس وجود هذه الكيانات لايجاد علاقة صحية داخل المجتمع، منها كذلك تشجيع الاختلاف وليس الخلاف، ارجو عدم الخلط، حتى داخل هذه الاجهزة الثقافية، بمعنى اهمية وجود رأي آخر، العمل في احداث تغير داخل البنية الثقافية، بحيث يصبح لكل كلمة معنى أو وجود مادي تشير اليه عَلى الارض، أما ما نلحظه حالياً من مسابقات حول اختيار، الافضل، او الاحسن. او الأشعر، كل هذه العبارات التفضيلية ليست لها مدلولات ثقافية مادية حقيقية في أي مجتمع، وانما استثمار في اللغة من أجل اللغة، الثقافة ليس فيها افضل او أحسن او أعظم لو ان البنية الثقافية تم الاستثمار فيها بشكل حقيقي من أجل مستقبل مختلف وقابل للاختلاف والتعايش. من السهل جداً اعتماد سياسة الثقافة بالمسابقات، مع التسليط الاعلامي عليها كانجاز كما رأينا وشاهدنا خلال العقدين السابقين، جوائز ومقص وأشرطة، ولم يغادر قطار الثقافة محطته الاولى بعد. [email protected]