15 سبتمبر 2025

تسجيل

فضفضة

09 فبراير 2019

عندما تذهب إلى ولاية أوكلاهوما الأمريكية فأنت بلاشك ستكون شخصاً غير مرغوب فيه، ذلك ان هذه الولاية ستكون الرحم العنصري الذي سيعمم كرهه للعرب والمسلمين، وأنا لا أقول هذا الكلام بعد زيارة لهذه الولاية فقد قربت الشبكة العنكبوتية ما هو بعيد وأدنت ما هو قاص. والخبر يا سادة يا كرام ان محطة كبرى لتزويد وقود السيارات قد علقت لوحة ضخمة تعلن فيها للسكان والزائرين الضيوف بأنها محطة خالية من وقود الإرهاب !.. وحينما بحثت عن سر هذه العبارة المبهمة عرفت بأن محطة الوقود هذه تعلن وبكل فخر بأنها خالية من النفط العربي وانها ترفض دفع أموال مقابل هذا البنزين الذي يذهب ريعه لصالح الدول العربية الممولة للإرهاب والذي ينكوي بناره الأمريكيون في كافة أرجاء الأرض لا سيما المنطقة العربية !.. حسناً نحن نسعد بأن نفطنا لا يذهب للأمريكيين، لكني بالتأكيد أشعر بالنار تستعر في نفسي وأنا أرى بأننا أصبحنا بهذا الرخص بحيث صار ما هو أغلى لدينا وهو نفطنا المرغوب والمطلوب أرخص شيء لدى هؤلاء الحمقى !.. تألمت لأننا في الوقت الذي نتسابق لضخ أموالنا في خزائن الاقتصاد الحكومي نجد مثل هذه الجهات التي تؤثر على شريحة كبيرة من الشعب تؤجج من الكره ضد العرب والمسلمين.. فما الذي بقى لنا لنحفظ به ماء وجوهنا ؟. ورغم ان هذا العمل لا يعدو شيئاً أمام سمعتنا التي أصبحت مرتبطة بالإرهاب ارتباطاً وثيقاً إلا أنني أتساءل لماذا لا تحرك الحكومات العربية ساكناً أمام هذا العداء المتنامي ضدنا؟.. لماذا لا زلنا نحن الإرهابيين الدمويين القتلة العنصريين؟!.. لماذا إسلامنا دين تحريض على الكراهية وتمايز الديانات وهو جامع المتشددين ومثيري الطائفية الجاهلة المحتقنة بالدماء؟!. لماذا إسلامنا بات متهماً بأنه دين حقد وليس دين تسامح؟!.. اين هو دور الهيئات والمنظمات الإسلامية في تحسين صورة الإسلام والرد على كل الذين يسيئون له من خلال التشهير وإظهاره بدين إرهاب وانتقام؟!.. فحتى هذه اللحظة ومنذ هجمات سبتمبر 2001 ولا تزال أوطاناً عربية تزخر بكل ما هو غير مألوف ولذا تمادى أعداؤنا في عدائنا وسلب حقوقنا وجعلوا من أرضنا مسرحاً لعملياتهم ضد بعضنا البعض.. منذ هجمات سبتمبر التي اعتقدنا أنها ستهز القوة الأجنبية وستزعزع الثقة في قدراتهم وإمكانياتهم، رأيناهم يعودون أكثر قوة وبأساً وعدائية.. فلماذا يتعملقون قوة وتجبراً حينما نظن بأن سقطتهم مميتة ولماذا نرى أنفسنا مشلولين وعاجزين بصورة كلية حينما نشعر بآلام مثل ألم وخز الإبر؟!.. لماذا يتعملقون ونتقازم؟!..ويكبرون ونصغر؟!..ويزيدون هيبة ونزيد طيبة وبلاهة؟!.. يتجبرون ونتسامح؟!.. لماذا يا أمتي نتفاخر فيما بيننا ونكيد لبعضنا وحينما تأتي جهة أجنبية نصغر ونتضاءل حتى نصبح بحجم النملة بجانبها؟!..بربكم يا عرب أما آن الأوان لنرفع رؤوسنا قليلاً ونرفع أنظارنا عالياً؟!.. إلى متى سيظل الدولار الأمريكي يقودنا ولا يمكن لأي عملة عربية أن تخرج من جلباب واشنطن قليلاً فقط؟!..بربكم ألا تروننا شعوباً طيبة وقفت وراءكم تساندكم في أضيق الأزمات وقلصت احتياجها اليومي من أربعة أرغفة إلى رغيفين حينما تعلنون التقشف في كل الضروريات؟!..ألسنا نسمع الكلام ونخاف التهديد والوعيد وحينما تغضبون تلقون في أجسادنا وأرواقنا متنفساً حقيقياً للترويح عن كل ذلك؟!.. بربكم اعطونا القليل من كرامتنا المهدورة المفقودة وأعيدوا لنا من ماء وجوهنا ما نتيمم به ولا نطلب الوضوء الكامل لا سمح الله !.. دعونا لا ندعو عليكم وأعيدوا لنا كرامة العرب لطفاً !. فاصلة اخيرة: أمريكا والعرب.. حين تتصالح المصالح ! [email protected]