11 سبتمبر 2025

تسجيل

تحديات ما بعد قص المعدة

09 فبراير 2016

لا يخفى على الجميع فى ظل التحولات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وارتفاع مستوى الدخل وما صاحب ذلك من تزامن ثقافة الاستهلاك المادى والغذائى والاعتماد شبه الكلى على كافة وسائل الاسترخاء والراحة من كل وسائل التكنولوجيا والاجهزة الالكترونية والمنزلية مع انتشار الوجبات السريعة وثقافة التقليد الأعمى نتيجة الانفتاح الثقافى وسوء استخدامه بالشكل الصحيح وغياب الوعى الثقافى والصحى، وان كانت فى المقدمة زيادة الوزن المفرطة سواء للكبار أو الأطفال وأصبح اللجوء للحل السريع وهو قص المعدة أو التحويل وغيرهما وربما هذه العمليات لا نستطيع ان نغفل مدى اهميتها لدى الحالات المفرطة من السمنة وكوسيلة ساعدتهم على التخلص من زيادة وزنهم ورجوعهم الى ممارسة حياتهم الطبيعية ولكن هناك من لجأ اليها لمجرد التقليد الاعمى للعديد من الاقارب او الزملاء أو من خلال تسويق العديد من المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة ويكاد يكون الهدف شبه ربحى للكثير، وتعتبر هذه المشكلة الاولى وتكمن المشكلة الاخرى وهى غياب الوعى الثقافى والغذائى بعد الإقدام على العملية ولم تتغير العادات الغذائية للفرد من خلال تناول الوجبات اليومية وحتى قناعاته تظل كما هى فى نوعية الطعام الذى يتناوله بشكل يومى ويليها عدم الاهتمام بممارسة نشاط رياضى بشكل يومى وانت كان رياضة المشى بنصف ساعة وان يتابع مع اختصاصي تغذية او مراجعة الطبيب لعمل التحاليل بصفة مستمرة لتجنب العديد من المضاعفات المصاحبة للعملية ويكاد يكون البعض ملما بها والآخر ينعدم لديه الوعى الكافى في ما يلى هذه المرحلة الحرجة، ونفاجأ بقصص لاحصر لها عند عدم نزول وزن الكثير بعد إجراء العملية ويذهب للطبيب ويريد ان يقوم بإجراء عملية أخرى أو إعادة العملية مرة اخرى بسبب احتياجه لانقاص من خمسة الى عشرة كيلو يريد التخلص منها بصورة اسرع من البرق افضل من انه يبذل بعض المجهود البدنى ومتابعه اختصاصي تغذية بشكل صحى ورياضى سليم، ويليها التقليد الاعمى لتجارب الآخرين فى هذه الخطوات سواء كان من خلال مجالس الاسرة او اصدقاء العمل والعلاقات الاجتماعية، ولذا فتكمن المشكلة هنا فى ثقافة مجتمع متداولة بين كافة شرائح المجتمع ومصاحبة بسوء استغلال الموارد الاقتصادية والثقافية والصحية والرياضية بالدولة، ومقابلها ربما عدم مواكبة التوعية الصحية والرياضية بالصورة التى تتلاءم مع ثقافة المجتمع المتداولة، ولذا فنحن بحاجة ماسة المرحلة القادمة لمساهمة كافة شرائح المجتمع من المثقفين والكتاب والرياضيين والاجتماعيين والنفسيين لتسليط الاضواء الثقافية والصحية على ثقافة المجتمع وتأثيرها بالتقليد الاعمى لعديد من التجارب والسلوكيات الخاطئة واثرت على درجة وثقافة ووعى الافراد بالمجتمع، وأهمها الثقافة الصحية السليمة التى تقى مجتمعاتنا من الامراض والسمنة المفرطة مما يعوق القدرة على ممارسة الحياة العلمية والعملية والنهوض بحركة التنمية التى تسمو لها الدولة من خلال رؤيتها الوطنية وسخرت الميزانيات الضخمة بالصحة والرياضة من اجل خلق مجتمع صحى ورياضى ولكن بحاجة فقط الى درجات من الوعى الثقافى والصحى ونحن قادرون على ذلك.