16 سبتمبر 2025

تسجيل

أطفالنا والقراءة

09 فبراير 2016

من المعروف والثابت لدى علماء النفس والتربويين العاملين فى مراكز الأبحاث التربوية أن الأطفال الذين يمارسون عادة القراءة بحيث تصبح ضرورة من ضروريات حياتهم يكونون أكثر ذكاء وقابلية للتعلم والقدرة على التركيز من غيرهم .. كما يكون لديهم المقدرة على إكتساب مهارات التعليم الذاتى الأمر الذى يمكنهم من امتلاك مفاتيح الممتلكات الفكرية وتوسيع المدارك. وليس هناك أدنى شك فى أن القراءة يمكنها أن تحقق للأطفال الترفيه والمتعة والتسلية أكثر من أى شئ آخر فيما عدا الألعاب الإليكترونية .. ولا أعتقد - كما يرى علماء النفس - أن هناك شيئا يمكن أن يفعله الطفل فى دنياه أفضل من القراءة .. ومن يعتاد على القراءة منذ الصغر فستصبح جزءا من حياته وعادة يومية يود تحقيقها ويطلبها بنفسه ولن يمكنه الإستغناء عنها عندما يكبر.. وهنا نود أن نؤكد على أنه لا يوجد ما يسمى بالعمر المبكر للقراءة حيث يستطيع الطفل فهم واستيعاب ما يقوله الوالدان عند سماعه صوتهما ومشاهدته حركتهما أو على الأقل الشعور بالإرتياح والسرور عندما يقرأ أحدهما له خاصة إذا كان الكتاب مليئا بالصور الجميلة الألوان وأن يشجع الطفل على تمرير أصبعه على الكلمات التى يتم قراءتها وعلى الصور المصاحبة لهذه الكلمات .. ومن البديهى أن جمال الكتب ورسومها وألوانها تعتبر من أهم محفزات القراءة فضلا عن إختيار ما يتناسب مع عمر الطفل من كتب بالإضافة إلى مشاركة الأهل كما أسلفنا. وتأسيسا على هذا فإن للقراءة فوائد عديدة للطفل وسنحاول أن نتطرق إلى ما نستطيع منها فى هذا المقال ولعل أهمها أن القراءة هى العامل الأهم فى تشكيل العقل والوجدان وتسهم إلى حد كبير فى بناء شخصية الطفل المبدعة المبتكرة وتنمية الميول والإهتمامات التى تظهر مبكرا لدى الأطفال .. ليس هذا فحسب ولكن أيضا تساعد على اكتشاف المواهب وعلى الأخص فى المراحل العمرية المبكرة. كما أن القراءة تساعد إلى حد كبير فى إستثارة قدرات الطفل وإثراء خبراته وبالتالى زيادة ليس فقط معلوماته بل ومعارفه أيضا لأن القراءة – كما جاء فى تقارير العديد من مراكز البحوث – هى تدريب رياضى عقلى حيث تعمل على تنمية الخيال .. ومن المعروف والثابت علميا أنه كلما زاد معدل القراءة زاد الخيال. ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن القراءة وسيلة إتصال رئيسية للمعرفة والتعرف على الثقافات والعلوم الأخرى وبالتالى مواكبة التطور العلمى فى بلد القارئ الذى يعيش فيه وفى جميع أنحاء الدنيا. فى ذات الوقت فإن القراءة من أهم المصادر الرئيسية للنمو اللغوى إن لم تكن أهمها على الإطلاق حيث أن مجرد المطالعة يساعد على زيادة الحصيلة اللغوية لدى الطفل وبالتالى يمكنه التعبير بسهولة ووضوح وألفاظ سليمة وهذا من شأنه أن يزيد من ثقته فى نفسه حين يتحدث مع الآخرين مما يدعم تواصله مع المجتمع ويزيد من قوة ومتانة علاقاته الإجتماعية. ومن الضرورى أن نجعل القراءة – وخاصة فى المراحل العمرية المبكرة – من الأشياء المحببة لدى الأطفال بحيث يقبلون عليها بأنفسهم دون ضغط من الأهل أو المعلمين فى المدارس وذلك بتقديم ما يحبون من كتب والتى تحتوى على الشخصيات الكرتونية المحببة والمفضلة لديهم أو تلك الكتب التى تشرح لهم طرق صناعة أشياء بسيطة من الورق أو ما شابه. وأخيرا فإننا نود التأكيد على ضرورة وجود مكتبة فى كل بيت وفى كل فصل دراسى بالمدارس فضلا عن مكتبات المدارس ذاتها وذلك حتى ينشأ الأطفال وهم معتادون على وجود الكتب بالقرب منهم فى كل الأوقات وسيكون ذلك كما أسلفنا من أهم الإسهامات فى تكوين شخصية الأطفال. وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله.