17 سبتمبر 2025
تسجيلمع قرب انتهاء منافسات كأس أمم إفريقيا بنسختها التاسعة والعشرين في جنوب إفريقيا ووسط الحديث عن أن البطولة كانت ربما واحدة من أفقر البطولات الإفريقية من الناحية الفنية إلا أن نسخة هذا العام عرفت مفاجآت جديدة على صعيد القارة السمراء تتمثل بوصول منتخب الرأس الأخضر إلى الدور ربع النهائي في أول مشاركة له في النهائيات فيما كانت أكبر مفاجأة تتمثل في وصول منتخب بوركينا فاسو إلى المباراة النهائية لأول مرة بتاريخه حينما ستواجه المنتخب النيجيري غدا الأحد. فبوركينا فاسو، تلك الدولة المتواجدة في غرب إفريقيا والتي تعتبر من بين الدول العشر الأقل تطورا في العالم وذات ثروات شحيحة وهي محاطة بعدة دول من دون أن يكون لها منفذ بحري، تأسس اتحادها الكروي عام 1960 لتنضم إلى الاتحاد الإفريقي للعبة والاتحاد الدولي عام 1964 لم يسبق لها أن حققت إنجازا على صعيد القارة أو الوصول إلى العالمية حيث كانت تقتصر مشاركاته الإفريقية على تحقيق المرتبة الرابعة عام 1998 في البطولة التي استضافتها البلاد بمقابل الخروج في سبع مرات من الدور الأول. أمام هذا الحصاد المتواضع للبوركينيين، لم يكن أحد يراهن بأن تكون المشاركة في 2013 هي الأفضل ل " الأحصنة " وذلك بعد أن كانوا خلف خروج حامل اللقب المنتخب الزامبي من الدور الأول قبل الإطاحة بتوجو ومن ثَمَّ المرشح الأكبر لنيل اللقب المنتخب الغاني من الأدوار الإقصائية. خلال زيارة ماضية للمنتخب البوركيني إلى البحرين للعب مباراة ودية أمام " الأحمر " البحريني قبل " خليجي 21 "، أتذكر هنا أنه كان لي حديث مطول مع أمين عام الاتحاد البوركيني لكرة القدم بيرتران كابوريه وتبادلنا خلالها أطراف الحديث باللغة الفرنسية حيث سألته عن طموح منتخبه في البطولة الإفريقية ليجيبني بكل ثقة بأن " ماما إفريقيا " سيكون بوركينابيا في جنوب إفريقيا. تفاجأت حينها بجوابه وسألته عن سبب هذه الثقة المطلقة رغم التاريخ المتواضع ل " الأحصنة "، فأجابني " في عالم كرة القدم لا يمكن للمرء أن يتكهن بمن ستبتسم له نتيجة المباراة ومن الممكن لأي فريق أن يحقق المفاجأة أن آمن بحظوظه بدليل ما حققته زامبيا عام 2012. منتخبي لا يقل شأنا عن بقية المنتخبات الإفريقية خصوصا مع ضمنا للكثير من اللاعبين المحترفين في العديد من الدول الأوروبية أن كان في فرنسا، بلجيكا، ألمانيا وغيرها ".. فهل تتوج " الأحصنة " مساء الغد وتكون " ماما إفريقيا " بوركينابية كما تمناها كابوريه؟