28 أكتوبر 2025

تسجيل

اختلاف بينهم وائتلاف لدينا

09 يناير 2024

أثناء تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي استوقفني أحدهم ممن يصفونهم بالمنجمين والذين يدّعون العلم بالمستقبل، ولا يعلم بالغيب سوى الله سبحانه، ويقول مؤكدا أن هذا العام ويعني 2024 سوف يشهد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل أحد المعارضين له بسبب تورطه في حرب مجنونة لم يتحقق أي هدف لها على قطاع غزة، ورغم أنني لا ألقي بالا لمثل هذه الأقوال والترهات التي زادت هذه الفترة ويحظى سوقها للأسف بكثير من الجمهور الجاهل الذي يتتبعها، وكأن حياته متعلقة بما يقوله هؤلاء من ضربات حظ لا أكثر استقرأ أصحابها مسبقا مجريات أمور وتنبؤوا بما يمكن أن يصيب أو يخطئ لاحقا، إلا إنني تمنيت فعلا أن هذا أمر يروقنا نحن العرب وكل المسلمين، ويمكن فعلا أن نحتفل به لو حدث ذلك. إن نتنياهو يمثل أحد رؤوس الوحشية التي تُمارس الآن على أطفال وشعب غزة، وكم أدعو في صلاتي وفي ساعات الاستجابة أن يكون (حيلهم بينهم) وأن تدب الخلافات الشائكة داخل حكومته ومجلس الحرب الذي يضم وجوها معتمة ومجرمة حزينة على الوضع الراهن الذي تورطت به أمام ضغط العائلات الإسرائيلية التي تطالبهم بإعادة المخطوفين إلى بيوتهم، لا سيما أن من يقتلهم ويهدد حياتهم هي حكومتهم التي تموج اليوم بخلافات داخلية بدأت تظهر للعلن، وهناك تباين كبير في الرؤى بين مناهض لوقف آلة القتل الإرهابية مثل بن غفير المتطرف والذي يشغل منصب وزير الأمن الإسرائيلي الذي يحاول أن يداري عجزه الشخصي عن حماية الأمن في كيانه المحتل بمضاعفة الدعوات لإبادة شعب غزة وزيادة عدد الضحايا الأبرياء منهم، ولا أخفيكم فإنني سررت بما قيل على لسان (آكسيوس) الإخباري الأمريكي عن خبر تبليغ معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن لعدد ستة من أهالي المخطوفين الأمريكيين والإسرائيليين بأن مهمة التوصل لاتفاق مؤكد لإعادة الأسرى باتت مهمة صعبة جدا بعد اغتيال أحد قادة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وأن التواصل والحديث مع حماس نفسها أصبحا أكثر صعوبة من ذي قبل للحديث عن أي صفقة تبادل قريبة، ذلك أن هذا الخبر يمكنه أن يمثل ضغطا كبيرا على حكومة الكيان المحتل وعلى الحكومة الأمريكية للتنازل أكثر، ويمكن فعلا أن يوصل لوقف كامل لإطلاق النار على القطاع الذي استشهد فيه ما يزيد عن 23,000 طفل ورضيع وامرأة ورجل وصحفي دون ذنب، وبصور أقل ما يقال عنها إنها وحشية وإجرامية ولا يمكن أن يكون مرتكبها سوى أشخاص رضعوا النازية والفاشية منذ صغرهم، وليسوا مجرد أشخاص ينتهجون نهجا إنسانيا يمكن أن يبرر لهم ما يفعلونه من جرائم إبادة وقتل واستهداف متعمد ويعترفون بذلك بكل وقاحة على لسان جنودهم القتلة. أشير أخيرا لموقف دولة قطر الثابت من هذه الأزمة الدموية التي لا يمكن أن ترقى للإنسانية بأي شيء يمكن أن يعطي للاحتلال عذرا فيما يفعله وما فعله منذ السابع من أكتوبر الماضي، ولذا دخلت الدوحة كعادتها لتكون الوسيط الذي يمكن الوثوق به والنزيه الذي لم يخف صعوبة التوصل لصفقة تبادل كبرى تختلف عن سابقاتها في الهدنة الماضية التي لم تتجاوز الأسبوع واخترقها الاحتلال الفاشي بجرائم قتل وإصابة وإجبار أهل الشمال للنزوح للجنوب ومن ثم قتلهم بدم بارد، والعالم كله يعرف أن مهمة قطر هذه المرة يمكن أن توصف بالتعجيزية لا سيما أن الدوحة ثابتة على موقفها بإدانة جرائم إسرائيل الدموية المستمرة في القطاع، وهو أمر لا يعجب إسرائيل المضطرة للتعاطي مع قطر لكنه بالتأكيد يعجبنا كشعب وأمة عربية وأخرى إسلامية ترى أن الثبات على المواقف في هذا الزمن عملة نادرة ومن الصعب الحفاظ عليه وسط تقلبات المواقف ونفاقها في كثير من الأحيان للأسف!.